الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رؤية النبي عامة لمن أطاعه ذكورا وإناثا

السؤال

جاءني الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام مرتين ولكنى لم أر وجهه الكريم، في المرة الأولى كان يداريني أنا وزوجي بعباءته وبعدها منّ الله علي بنعمة الحجاب الكامل. وفي المرة الثانية كان في بيت أصدقاء لنا في الله وكنت أتتبعه من غرفة إلى أخرى لكي أرى وجهه ولكني فقط رأيت ظهره عليه الصلاة والسلام، فهل يجوز للمرأة الدعاء لكي ترى وجه الرسول عليه الصلاة والسلام، وهل تمتع النساء فى الجنه برؤيته عليه الصلاة والسلام أم تكون هذه المتعة للرجال فقط، سامحوني على الإطالة وأفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فرؤيته الحقيقية صلى الله عليه وسلم من بشائر الخير للمؤمن؛ لأن من يراه في المنام فسيراه يوم القيامة، لقوله صلى الله عليه وسلم في الصحيح: من رآني في المنام فسيراني في اليقظة، فإن الشيطان لا يتمثل بي. لذلك فلا حرج على المسلم أن يسأل الله رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام.
وأما رؤيته صلى الله عليه وسلم في الجنة فليست خاصة بالرجال دون النساء، بل هي عامة لكل من أطاعه، لعموم قوله تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً [النساء:69].
وقد ذكر في سبب نزولها أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنك لأحب إليَّ من نفسي وأحبّ إليَّ من أهلي، وأحبَّ إليَّ من ولدي، وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك وأنظر إليك، وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين، وإن دخلت الجنة خشيت ألا أراك، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزلت عليه: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ.... الآية. رواه الطبراني والمقدسي.
وثبت في الصحاح والمسانيد وغيرها من طرق متواترة عن جماعة من الصحابة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الرجل يحب القوم ولم يلحق بهم؟ فقال: المرء مع من أحبَّ. قال أنس: فما فرح المسلمون فرحهم بهذا الحديث.
وقد ذكر ابن سعد وغيره أن نسيبة الأنصارية وابنها قالت لرسول صلى الله عليه وسلم: ادع الله أن يجعلنا من رفقائك في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني