الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العزف على الكمان

السؤال

أريد أن أسال: هل العزف على الكمان حرام؟ لأنني أرغب وبشدة التعلم عليه، وقد سمعت الشيخ/ الشعراوي يقول: إذا كانت الموسيقى لا يوجد فيها مجون وتغييب للفتى عن عقله وهيبته والكلام فيها موزون لا غزل فيه فإنها ليست محرمة. فهل ينطبق الأمر على الكمان؟
وأنا أستمع للموسيقى وأقرأ القرآن، ويقولون: إن حب الغناء وحب القرآن لا يجتمعان في قلب مؤمن، فهل هذا يعني أنني لست مؤمنة؟ وهل أستطيع العزف مع المحافظة على ديني وواجباتي وصلاتي؟
أفيدوني أرجوكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالكمان حرام لأنه آلة موسيقية، وانظري الفتوى رقم: 5772.

وأما ما نقلتِه عن الشيخ/ الشعراوي -رحمه الله- فلم نطلع عليه، ولا يمكن أن ننسب إليه هذا القول إلا بعد التثبت من كلامه وشروطه، ولو ثبت عنه إباحة الموسيقى بالشروط المذكورة، فقد يقول بتحريم الكمان؛ فإنها قد تذهب بعقل الفتى وهيبته، وقد يبيح الكمان في بعض الصور إذا كان ما يصدر عنه من موسيقى بصورة ليس فيها مجون.

وفي الجملة؛ فالقاعدة أن الحق لا يعرف بالرجال، ولكن الرجال يوزنون بالحق، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وانظري الفتوى رقم: 115131.

وراجعي تفصيل قول الشيخ/ الشعراوي -رحمه الله- بالفتوى رقم: 245011.

وإذا كان العزف محرمًا، فلا بد أن تنهاك عنه الصلاة؛ فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، واجتماع القرآن وحب الموسيقى -بعد العلم بتحريمها- يدل على نوع ضعف في الإيمان، فأدركي نفسك، وجددي إيمانك، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه.

وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 281344.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني