الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يأثم من حدث شخصا على برنامج فيه معصية فشاهده؟

السؤال

إذا تحدثت مع شخص عن برنامج معين يحتوي على معصية, فهل إذا استمع شخص أو قرأ كلامي عن البرنامج وشاهده آخذ ذنبه؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فإن كان البرنامج لا يستعمل إلا في معصية أو يغلب عليه ذلك ودللت عليه شخصا آخر بكلام أو كتابة على وجه ترغيبه فيه، واستعمله بناء على دلالتك، فإنك تأثم، لكونك المتسبب في استعمال ذلك الشخص، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:... مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ... رواه مسلم.

قال الصديقي الشافعي في دليل الفالحين: ومن سنّ في الإسلام سنة سيئة ـ معصية وإن قلَّت بأن فعلها فاقتدى به فيها أو دعا إليها أو أعان عليها... اهـ.
وقال عليه الصلاة والسلام:... وَمَنْ دَعَا إِلَى ضَلَالَةٍ، كَانَ عَلَيْهِ مِنَ الْإِثْمِ مِثْلُ آثَامِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ آثَامِهِمْ شَيْئًا. رواه مسلم.

قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شرح هذا الحديث: وفي هذا دليلٌ على أن المتسبب كالمباشر. اهـ.

وإن كان البرنامج لا ينحصر استعماله في معصية ولا يغلب استعماله فيها، فنرجو أن لا إثم عليك، والإثم على من استعمله في المعصية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني