الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز اللعب بالألعاب التي تحتوي على شعارات كفرية

السؤال

في البداية أنا مصاب بالوسواس القهري، وكنت ألعب لعبة، المهم أن في تلك اللعبة أغنية، وكانت الكلمات بلغة أخرى مخترعة من قبل مطور اللعبة، وكنت معجبا جدا بعمله، لدرجة أني كنت أحفظ الأغنية وأكررها، لكن في إحدى كلمات الأغنية، كان كلاما ترجمته بعد التحويل إلى اللغة الإنجليزية، ثم إلى العربية: "سنصلي من أجل بركتك" المعروف في العقيدة أن البركة من الله، وأن الإنسان إذا قال كلمة الكفر ولو لم يقصدها، كفر.
فهل أنا كذلك؟
وأيضا اللعبة تعتمد كثيرا على المحادثات بين الشخصيات، وقصتها تتكلم عن حرب دينية بين جنسين، فطرف يؤمن بإله، وطرف يؤمن بآخر، فاخترت أحد الطرفين. وهنالك نصوص تسألني إذا كنت أؤمن بذلك الإله أو لا؟ فأجيب عليه بشخصيتي التي قمت بإنشائها. فهل أكفر بذلك أم لا؟ وهل تجب علي التوبة وإعادة نطق الشهادتين؟
اللعبة من أولها إلى آخرها مبتكرة من صاحب اللعبة، فهو من كتب ثقافة الشخصيات، واللغات والديانات (مع العلم أنه لم يتكلم أبدا عن الإسلام، أو المسيحية واليهودية، أو أي دين من الأديان الموجودة في الواقع)، وهل يجوز لي لعبها مرة أخرى؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فاللعب بهذه اللعبة لا يجوز؛ لاشتمالها على ما ذكر من شعار الكفر، وادعاء آلهة غير الله تعالى، ولا يكفر اللاعب بها، إلا بالرضا بما فيها من الكفر. وانظر الفتوى رقم: 255514.

فالواجب عليك أن تتوب إلى الله من اللعب بهذه اللعبة، وألا تعود إلى اللعب بها مرة أخرى، ونرجو ألا تكون وقعت بذلك في شيء من الكفر، وليست الكلمة المذكورة كفرا؛ لإمكان تأويلها على وجه جائز، ولو قدر وقوعك في شيء من ذلك، فإن التوبة النصوح تجب ما قبلها من الذنب، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وأما الوساوس فعليك بمجاهدتها، والإعراض عنها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني