الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية التخلص من وسوسة تمني الشر للآخرين

السؤال

أعاني من وسوسة الشيطان في الدعاء، أو تمني الشر للآخرين، مع العلم أنني أخاف أن يعاقبني الله بسبب هذه الوساوس، كنت دائما أخاف على الآخرين أكثر من نفسي، وأدعو لهم دائما بالخير، وأرفض هذه الوساوس تماما؛ لأنني أصبحت هكذا مؤخرا، وليست هذه طبيعتي، أنا أكره نفسي هكذا، مع العلم أني مواظبة على الصلاة.
الرجاء الإفادة هل أحاسب على هذه الوساوس إذا نطق لساني بها، ثم ندمت على ذلك، وطلبت المغفرة من الله، أو لم ينطق بها لساني، وكيفية التخلص منها نهائيا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإذا كان ما يعرض لك من تمني الشر للآخرين، مجرد وساوس، وأنت ترفضينها، وتحاولين مجاهدتها كما تذكرين، فإن هذه الوساوس لا تضرك، ولا تؤاخذين بها، ولا تأثمين بسببها، فإن من رحمة الله بعباده، أن تجاوز لهذه الأمة عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تكلم.

وإذا قدر أنك نطقت بشيء من ذلك تحت تأثير الوسوسة، بغير اختيار منك، فإنك لا تأثمين كذلك؛ لأنك في معنى المكره، ولكن عليك أن تستمري في مجاهدة نفسك، حتى تعودي سيرتك الأولى من حب المسلمين، وتمني الخير لهم، ويعينك على ذلك الاجتهاد في الدعاء بأن يصرف الله عنك هذه الوساوس، واستحضار أن كمال الإيمان لا يحصل حتى يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه، كما ثبت في الصحيحين من حديث أنس -رضي الله عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه، ما يحب لنفسه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني