الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من تخيل الله تعالى في صورة معينة وكذلك الملائكة والأنبياء

السؤال

هل تخيل الله عمداً دون اعتقاد صحة الصورة ، كفر؟
وهل يختلف عمن توسوس له نفسه صوراً وهو يعلم أنها غير صحيحة، ويحاول التخلص من هذه الأفكار؟
ونفس الشيء في من تخيل الأنبياء، أو الملائكة عمداً، دون اعتقاد صحة الصور؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يحل لإنسان أن يتخيل صورة، أو شكلاً معيناً لله تعالى؛ لأن الله تعالى لا يحيط به عقل، ولا يتخيله ذهن، فهو أعظم من كل شيء، ولذا قيل: كل ما خطر ببالك، فالله أعظم من ذلك، وتخيل شكل معين لله تعالى، يعتبر تشبيهاً له بالمخلوقات، والله تعالى يقول عن نفسه: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، ويقول: وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً [طـه:110].
وما دام أن المتخيل لا يعتقد صحة الصورة، فلا يكون تخيله كفرا، ولكن يجب عليه الكف عن هذه التخيلات.
وكذلك الحكم فيمن توسوس له نفسه بتخيل صورة لله تعالى، فلا يكون كفرا، ولكن يجب عليه الكف، وعدم الاسترسال مع هذه الوساوس.
وأما تخيل الأنبياء والملائكة، فلا بأس به، ما لم يخالف تخيله ما جاءت به الأدلة من وصفهم، كأن يتخيل المتخيل أن لجبريل عليه السلام جناحين فقط، مع أنه ثبت في الصحيحين عن ابن مسعود -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل له ستمائة جناح. أو يتخيل أن موسى عليه الصلاة والسلام قصير القامة، أو أن عيسى عليه الصلاة والسلام أسمر، وهذا مخالف لما جاء في صحيح مسلم عن ابن عباس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مررت ليلة أسري بي على موسى بن عمران -عليه السلام- رجل آدم طوال، جعد كأنه من رجال شنوءة، ورأيت عيسى ابن مريم مربوع الخلق، إلى الحمرة والبياض، سبط الرأس.
ونصيحتنا للسائل الحذر من وساوس الشيطان في هذا الباب وغيره، وأن خير علاج لمثل هذه الوساوس بعد الاستعانة بالله، أن يعرض عنها، وألا يسترسل معها، وأن يراجع المختصين في علاج هذه الوساوس.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني