الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النظر في الوعيد يقمع الأهواء والشهوات

السؤال

أنا شاب خاطب ابنة عمي ولقد عرضت عليها ارتداء الخمار منذ مدة لأجعل لها الفرصة للاقتناع إلا أنها ترفض إرتداء الخمار حاليا ولكن لا تمانع بارتدائه بعد الزواج وذلك من أجلي وليس خالصا لوجه الله,على الرغم من أني لم أترك وسيلة هداية إلا واستخدمتها معها, ومن الغريب أنها عرضت الفكرة على أهلها ورفضوا, ومن المهم إعلامك يا شيخ أننا في مجتمع فاسد لا يأبه لمحارم الله, فعلى الرغم من أنها ترتدي الجلباب إلا أنها تتعرض للمضايقة من الشباب خاصة وأنها جميلة, أرجوك يا شيخ أن توضح لها أهمية الخمار ببعض القصص أو الوقائع وأن ترد على فئة العلماء الذين لا يجدون سببا لارتداء الخمار, فأنا والله أشعر بنار تخرج من جسمي عندما أراها مكشوفة الوجه أو الكفين, أرجوك أن تخاطبها من القلب إلى القلب عسى كلماتك أن تجد الطريق إلى قلبها, وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كشف الوجه والكفين مسألة اخلتف أهل العلم فيها، ولاشك أن الورع هو الالتزام بسترهما ولا سيما إذا كانت المرأة تخشى الفتنة بها أو عليها، وقد قدمنا فتاوى في ذلك فراجع منها الفتوى رقم: 50794. وإحالاتها. ثم إن على العبد أن يعمل أعماله كلها خالصة لله تعالى لقوله الله تعالى: فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ *أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ {الزمر: 2ـ3}.ولما في الحديث: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغي به وجهه. رواه النسائي بسند جيد كما قال المنذري في الترغيب وصححه الألباني. وعليك أنت أيضا أن تخلص لله تعالى في دعوتك إياها، وألا تكون بدافع الغيرة فقط، وأن تسعى في هدايتها لجميع شعب الدين، وأن تحاول إقناعها بالاحتياط في أمر الحجاب والبعد عن الفتن. ثم إن إقناعها بعدم الخروج لأماكن الاختلاط والفتن ضروري جدا لأمر الله للنساء بالقرار في بيوتهن إلا لحاجة يحتجن للخروج لها ولا يجدن من ينوبهن فيها ويدل لهذا قول الله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ {الأحزاب: 33}. ولقوله صلى الله عليه وسلم لأمهات المؤمنين لما حج بهن: هذه ثم ظهور الحصر. رواه أحمد وأبو داود وصححه الألباني. وأما إذا كانت محتاجة للخروج فإنه لا حرج عليها فيه لما في حديث البخاري: قد آذن الله لكن أن تخرجن لحوائجكن. واعلم أن أعظم ما يرقق قلوب الناس هو وعظهم بكلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم. فحرضها على الاشتغال بهما تلاوة ومطالعة وسماعا مع التدبر، فإن النظر في الوعيد يقمع الأهواء والشهوات، وراجع الفتوى رقم: 31768، والفتوى رقم: 41016، 48987.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني