الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نظر المرأة إلى الرجال في الأفلام لغرض التعليم

السؤال

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .ما حكم نظر المرأة في دروس الشيوخ المصورة بالفيديو ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن) [النور: 31].
قال الإمام ابن كثير في تفسير هذه الآية: فقوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن) أي: عما حرّم الله عليهن من النظر إلى غير أزواجهن. ولهذا ذهب كثير من العلماء إلى أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة، ولا بغير شهوة أصلاً.
واحتج كثير منهم بما رواه أبو داود والترمذي من حديث الزهري عن نبهان - مولى أم سلمة- أنه حدث أن أم سلمة حدثته: أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وميمونة قالت: فبينما نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم فدخل عليه، وذلك بعدما أمرنا بالحجاب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احتجبا منه" فقلت يا رسول الله: أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أوعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه" ثم قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وذهب آخرون من العلماء إلى جواز نظرهن إلى الأجانب بغير شهوة، كما ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "جعل ينظر إلى الحبشة وهم يلعبون بحرابهم يوم العيد في المسجد، وعائشة أم المؤمنين تنظر إليهم من ورائه، وهو يسترها منهم حتى ملّت ورجعت" تفسير ابن كثير (3/375).
وخلاصة ما تقدم أنه لا يجوز للمرأة أن تنظر إلى الرجال الأجانب بشهوة بالاتفاق، بل يحرم عليها ذلك.
أما النظر إليهم بغير شهوة فمختلف فيه، والراجح جوازه خصوصاً فيما دعت الحاجة إليه، ومن هذا النوع استفادة المرأة من أشرطة الشيوخ المصورة بالفيديو، ومع ذلك فلعل الأفضل لها أن تغض بصرها حال هذه الاستفادة، وتكتفي بمجرد الاستماع بعداً عن مواطن الشبه. والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني