الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سفر المرأة بالسيارة والطائرة بدون محرم

السؤال

أولا: هل يجوز للمرأة المسلمة أن تسافر بدون محرم؟ مع العلم أني سمعت بعض الشيوخ يقولون إنه جائز إذا كانت السفر آمنا؛ مقارنة الماضي بالحاضر. في الماضي ما كان فيه سيارات وطيارات وكذا، فحللوا السفر الآمن للمرأة بدون محرم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأكثر أهل العلم لا يبيحون للمرأة - في غير الضرورة - السفر بغير محرم منها؛ لثبوت النهي النبوي عن سفر المرأة لمسيرة يوم وليلة إلا مع ذي محرم منها. وهذا هو الراجح عندنا.

وراجعي الفتوى رقم: 121004. وقد رخص بعض أهل العلم قديما وحديثا في سفرها مع الرفقة المأمونة.

جاء في فتاوى الشيخ ابن جبرين: السفر الممنوع للمرأة هو مسيرة يوم وليلة، فإذا كان السفر أقل من يوم وليلة ولو في الطائرة، ولو في القطار، أو السيارة، فلا يدخل في النهي، فإن السفر المنهي عنه كون المرأة تركب بعيرًا أو نحوه، وتسلك طريقًا بعيدًا في الصحراء تبقى فيه عدة أيام تتعرض فيه لقطاع الطريق، وأهل الفحشاء، والمنكر، وتطول الغيبة فيه، فأما السفر على السيارة مع نسوة ثقات، ولمدة خمس ساعات، أو عشر ساعات، والطريق مسلوك بالذاهبين، والآيبين، وليس هناك خلوة، ومتى وصلت البلدة التي تعمل فيها، استقرت في سكن مناسب، ومع رفقة ملتزمات من النساء المحافظات على دينهن، فلا محذور في ذلك للأمن عليهن من المفسدين غالبًا، ولا يعتبر هذا سفرًا محرمًا ... اهـ.

ولا ينبغي للمرأة المسلمة أن تبحث عن سبيل للترخص في هذا ولو لم تكن حاجة، وإذا وجدت حاجة فإن الأخذ بالأيسر من أقوال المعتبرين من أهل العلم عند الحاجة لا حرج فيه، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 203266.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني