الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يلزم استحلال المغتاب المجهول

السؤال

سؤالي كالآتي: في إحدى المرات قلت إن هذا المربع الذي نعيش فيه لا توجد فيه امرأة محترمة، أو قلت لا يوجد فيه أحد محترم إلا بعض النساء، أو بعض الناس، وسميت هؤلاء الناس المحترمين، لست متذكرا بالضبط أيهما قلت: لا توجد امرأة محترمة، أم لا يوجد أحد محترم. فهل يجب علي، أو هل يستحب أن أتحلل من كل نساء المربع، أو كل المربع رجالا ونساء، مع العلم أن هذا المربع يحوي ست عمارات، كل عمارة 12 شقة، مع العلم أيضا أني لا أذكر بالضبط هل كنت أقصد المربع الذي أعيش فيه فقط، أم هو والمربعات المجاورة، يعني حوالي عشرين عمارة.
أشعر أن الأمر صعب، أن أذهب إلى كل بيت، وأخبرهم أني قلت عن نسائهم أنهن غير محترمات، مع العلم أني آخذ بالرأي الذي يوجب التحلل من مظلمة الغيبة، وأراه الرأي الصحيح، خذوا هذا في اعتباركم.
ولي سؤال آخر: لو فرضنا أنني لست متأكدا يقينا أنني قمت بهذه الغيبة، بل يغلب على ظني أني فعلتها.
فهل ينطبق نفس الكلام أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح عندنا في التوبة من الغيبة، عدم اشتراط استحلال المغتاب، لا سيما إذا خشي من إخباره حصول مفسدة، وراجع الفتوى رقم: 18180
وعلى أية حال، فالظاهر لنا أنّه لا يلزمك إخبار هؤلاء الناس واستحلالهم، حتى على القول بوجوب استحلال المغتاب؛ لأنّ الحال المسؤول عنها، ليس فيها غيبة لمعين.

وقد جاء في الآداب الشرعية لابن مفلح -رحمه الله-: وَقَالَ صَاحِبُ الْمُخْتَارِ مِنْ الْحَنَفِيَّةِ: وَلَا غِيبَةَ لِظَالِمٍ وَلَا لِفَاسِقٍ، وَلَا إثْمَ فِي السَّعْيِ بِهِ. وَلَا غِيبَةَ إلَّا لِمَعْلُومٍ، وَلَا غِيبَةَ لِأَهْلِ قَرْيَةٍ. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني