الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتاب (مفاتح تدبر القرآن)

كتاب (مفاتح تدبر القرآن)

كتاب (مفاتح تدبر القرآن)

من الكتب النافعة والمفيدة والتي ينبغي أن يحرص عليها كل مسلم قارئ للقرآن وحافظ لكتاب الله كتاب بعنوان (مفاتح تدبر القرآن) حيث يعدُّ هذا الكتاب مرشداً لنيل سعادة الدنيا والآخرة؛ وذلك أنه تحدث عن مفاتح تدبر القرآن، وتدبر القرآن وفهمه والعمل به هو الأساس للنجاح في الدنيا والآخرة.

قدم مؤلف الكتاب الأستاذ خالد بن عبد الكريم اللاحم -أستاذ القرآن وعلومه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- بين يدي كتابه ست عشرة مسألة تبياناً وإيضاحاً للدخول في موضوع الكتاب، وقد جاءت المسائل وفق التالي:

م1- الطريق إلى النجاح في الحياة وسيلته الأولى لإصلاح النفس وتزكية القلب والوقاية من المشكلات وعلاجها هو العلم، ووسيلة العلم الأولى القراءة والكتاب.

م2- سبب الفشل في الحياة هو ضعف الإرادة الناتج عن النسيان، واستدل لذلك بقوله تعالى: {ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما} (طه:115). والإرادة ثلاثة أنواع: الحب، والخوف، والرجاء؛ فمتى وجد أحدها وُجدت الإرادة، ومتى تخلفت جميعها تخلفت الإرادة، فإذا أردنا قوة العزيمة، وعلو الهمة، فإن هذا يحصل بتقوية هذه الجوانب النفسية الثلاثة لكل ما يراد تنفيذه.

م3- معركة الحياة مع الشيطان، والنجاة إنما تكون بالالتزام بهدي القرآن.

م4- القيام بالقرآن الطريق إلى الإيمان...قراءة القرآن في صلاة الليل هي أقوى وسيلة لبقاء التوحيد والإيمان غضًّا طريًّا نديًّا في القلب.

م5- القيام بالقرآن الطريق إلى القوة.

م6- القرآن كتاب النجاح والسعادة.

م7- مدارسة القرآن تزيد الإيمان.

م8- القرآن بداية الانطلاق.

م9- الطريق إلى كنوز القرآن.

م10- القرآن ظاهر وباطن.

م11- التدريب والمجاهدة: ذكر المؤلف تحت هذه المسألة أن مادة الكتاب خطوات عملية، تحتاج إلى تدريب وتكرار، حتى يصل المتعلم فيها إلى قطف النتائج والثمار؛ وأن تدبر القرآن هو طوق النجاة في هذه الحياة، وهو حبل طرفه بيد الله وطرفه الآخر بيد العبد.

م12- أتفسير أم تدبر: إن النجاح في مفاتيح تدبر القرآن متطلَّب سابق للاستفادة من قراءة التفاسير، والانتفاع بما فيها، والقدرة على الغوص في أعماقها، وربط فوائدها بالحياة.

م13- محور هذا البحث: في هذه المسألة بين المؤلف أن كل تأثير له ثلاثة أركان: المؤثر، المتأثر، المُوَصِّل؛ المؤثر هو القرآن، والمُوَصل هو القراءة والتدبر، والمتأثر هو قلب المتلقي القارئ. ومحور الكتاب محاولة الكشف عن الخلل في الجهتين الثانية والثالثة، واقتراح الحلول المبنية على تجارب الناجحين في تحصيل التأثير والأثر.

م14- المفاتيح أسباب والنتائج بيد الله سبحانه.

م15- لكل مفتاح وظيفة.

م16- نعيم القرآن: التلذذ بالقرآن لمن فتحت له أبوابه لا يعادله أي لذة أو متعة في هذه الحياة.

بنية الكتاب: تكون الكتاب من تمهيد وعشرة مفاتيح:

أما التمهيد فقد تضمن ثلاث مسائل:

الأولى: في معنى تدبر القرآن.

الثانية: مفهوم خاطئ لمعنى التدبر.

الثالثة: علامات التدبر، ذكر المؤلف سبع علامات للتدبر:

- اجتماع القلب والفكر حين القراءة.

- البكاء من خشية الله.

- زيادة الخشوع.

- زيادة الإيمان.

- الفرح والاستبشار.

- القشعريرة خوفاً من الله.

- السجود تعظيماً. وقد استدل لكل علامة من هذه العلامات بدليل من القرآن.

المفتاح الأول: حب القرآن: بحث تحت هذا المفتاح خمس مسائل:

م1- القلب آلة الفهم والعقل.

م2- القلب بيد الله وحده.

م3- علاقة حب القرآن بالتدبر.

م4- علامات حب القلب للقرآن: ذكر خمس علامات لحب القلب للقرآن:

* الفرح بلقائه.

* كثرة مجالسته دون ملل.

* الشوق إليه وتمني لقائه.

* كثرة مشاورته والثقة بتوجهاته.

* طاعته أمراً ونهياً.

م5- وسائل تحصيل حب القرآن: وسيلتان:

* التوكل على الله والاستعانة به.

* القراءة عن عظمة القرآن.

المفتاح الثاني: استحضار أهداف قراءة القرآن: ذكر المؤلف خمسة أهداف من قراءة القرآن، وقد فصَّل القول فيها، ومجمل ما ذكره هو التالي:

الهدف الأول: قراءة القرآن لأجل العلم: بحث تحت هذا العنوان المسائل التالية:

- أهمية هذا المقصد.

- العلم الذي نريده من القرآن.

- كيفية تحقيق هذا المقصد.

- من تطبيقات مقصد العلم.

- القرآن والبرمجة اللغوية العصبية.

- لِمَ لا تكون الدعوة بالقرآن؟

- القرآن يحيي القلوب كما يحيي الماء الأرض.

- وقفة مع قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين} (آل عمران:164).

الهدف الثاني: قراءة القرآن بقصد العمل: بحث تحت هذا العنوان مسألتين:

- أهمية هذا المقصد.

- مفهوم تطبيق هذا المقصد وكيفيته.

الهدف الثالث: قراءة القرآن بقصد مناجاة الله.

الهدف الرابع: قراءة القرآن بقصد الثواب.

الهدف الخامس: قراءة القرآن بقصد الاستشفاء به
.

المفتاح الثالث: قراءة القرآن حفظاً. وقد ذكر المؤلف تحت هذا المفتاح أن الاقتصار على حفظ الألفاظ هو قصور في حق القرآن العظيم، وانحراف عن الصراط المستقيم.

المفتاح الرابع: القيام بالقرآن. تضمن الحديث عن هذا المفتاح ست مسائل:

م1- نصوص تؤكد أهمية القيام بالقرآن: ذكر المؤلف هنا أن من يتربى على هذا المفتاح يسهل عليه الانتفاع به في الحياة، أما من لم يتربَ عليه، فإنه تضيق به الحياة في حال الشدة، وتضيع به الحياة حال الرخاء.

م2- اجتماع القرآن والصلاة هو الحياة: اجتماع القرآن مع الصلاة ينتج عنه حياة القلب، وصحته، وقوته.

م3- القيام بالقرآن وقيام الليل: الطريق إلى القوة والنجاح في الحياة هو في اجتماع القرآن والصلاة.

م4- ثواب القيام بالقرآن.

م5- الصلاة دخول على الله تعالى وقرب منه.

م6- مقاصد الصلاة.

المفتاح الخامس: أن تكون القراءة في ليل. نبه المؤلف هنا إلى أن أهل القرآن أهل الآخرة أولى باغتنام هذه الفرصة؛ لتثبيت إيمانهم، وعلمهم.

المفتاح السادس: الجهر والتغني بالقرآن. ذكر تحت هذا المفتاح خمس مسائل، منها تعريف المراد بـ (التغني) بالقرآن وكيفيته، وألمع إلى أنه كلما كانت القراءة بتغن كانت أقوى تأثيراً، وأقوى توصيلاً للمعاني إلى القلب، وأكبرَ أثراً في خشوع القلب.

المفتاح السابع: الترتيل.

المفتاح الثامن: التكرار والتوقف.

المفتاح التاسع: التحزيب. بيَّن المؤلف هنا أهمية تحزيب القرآن، فذكر أنه متى وجد هذا الحرص على قراءة الحزب اليومي من القرآن كان النجاح حليف القارئ في حياته؛ ذلك أن عادات النجاح ليست سبعاً ولا عشراً، بل هي عادة واحدة: إنها المحافظة على قراءة الحزب اليومي من القرآن، بل هي عبادة، وليست عادة، من يسر الله له المحافظة عليها حصلت له كل معاني النجاح الدينية والدنيوية.

وقد توسع المؤلف في الحديث عن التحزيب، فعلاوة على حديثه عن أهميته، تحدث أيضاً عن أدلة التحزيب الأسبوعي مبيناً أنه الأفضل والأحسن، وأن التحزيب بالسور هو المستحسن، وتحدث كذلك عن كيفية تطبيق التحزيب، والخطوات العملية التي يستعان بها، ووضع نماذج تطبيقية لتحزيب القرآن.

المفتاح العاشر: الربط. والمراد بهذا المفتاح ربط الآيات بالواقع اليومي، وبنظرة العبد للحياة.

وختم المؤلف حديثه عن مفاتح التدبر بقوله: إن تضييع أحد هذه المفاتيح يؤدي إلى نقص معين، وكلما زاد التضييع زاد النقص، فليختر كل لنفسه المرتبة التي يريدها عند ربه.

وقد ألحق المؤلف بكتابه خمسة ملاحق، جاءت عناوينها وفق التالي:

الملحق الأول: رحلتي مع الكتاب.

الملحق الثاني: أفضل هدية يقدمها والد إلى ولده.

الملحق الثالث: القرآن والصيام.

الملحق الرابع: رسالة إلى كل معلم ومعلمة في العالم.

الملحق الخامس: علامات النجاح في تدبر القرآن. وقد ذكر منها العلامات التالية:

- المحافظة على تحزيب القرآن.

- الترقي والصعود في تحزيب القرآن.

- توارد الآيات القرآنية على القلب.

- تكوُّن ملكة التفسير الموضوعي للقرآن.

- أن يكون العبد خلقه القرآن.

- دعوة الآخرين للنجاح في تدبر القرآن في كل شأن من شؤون الحياة.

وقد أكد المؤلف على أن التدرب على مفاتح تدبر القرآن، والسير في طريقها يحقق للعبد -بعون الله- التخلق بأخلاق القرآن، تلك الأخلاق التي توصله إلى الهدف المنشود، وهو رضى الله سبحانه وتعالى {رضي الله عنهم ورضوا عنه} (المائدة:119).

وعلى الجملة، فالكتاب يرسم الطريق المختصر والآمن والقوي للتربية والإصلاح، ولا غنى عنه للمسلم في التعامل مع القرآن فهماً، وتدبراَ، وعملاً؛ ليكون ناجحاً في الدنيا، وفائزاً في الآخرة.

صدرت الطبعة الثانية من الكتاب عن إدارة التوعية والتوجيه في المملكة العربية والسعودية سنة (1428هـــ2007م) وقد بلغت عدد صفحاته عشرين ومائة (120) صفحة من الحجم الكبير.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة