الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كتاب أثر القراءة بالتجويد في تدبر الكتاب المجيد

كتاب أثر القراءة بالتجويد في تدبر الكتاب المجيد

كتاب أثر القراءة بالتجويد في تدبر الكتاب المجيد

إن تدبر كلام الله سبحانه، وفهم جليل خطابه تعالى، من أشرف الأعمال وأزكاها، وأعظمها، وأسناها عند الله سبحانه. ولقد جاء الأمر الكريم في الذكر الحكيم بالتأكيد على هذا الشأن العظيم، والتنويه بشريف مقامه في قوله عز من قائل: {كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب} (ص:29) وإن مما يعين المسلم على سلوك هذا الطريق القويم، والمسلك المستقيم، تجويد ألفاظ القرآن الكريم؛ وذلك بالعناية بمخارج حروفه وصفاتها، وتحقيق تلاوته، وتحسين أدائه، وتحصيل هذه المقاصد الرفيعة مجتمعة مما يعين المسلم على تدبر كلام الله، وتحقيق أمره سبحانه.

وتحقيقاً لهذه المقاصد جاء كتاب (أثر القراءة بالتجويد في تدبر القرآن المجيد: دراسة تأصيلية) لمؤلفه د. باسم حمدي بن حامد السيد، وهو كتاب يُعنى بإبراز العلاقة بين القراءة المجودة، وتحقيق تدبر القرآن المجيد، وتأصيلها بالأدلة الشرعية، وكلام الأئمة المحققين.

الهدف من الكتاب

قصد المؤلف من تأليف كتابه بيان أهمية تجويد القرآن الكريم وتدبره. وإظهار أثر التلاوة بالتجويد في الإعانة على تدبر القرآن المجيد، والمساهمة في إبراز وسائل نهضة الأمة الإسلامية من خلال التمسك بالقرآن الكريم تلاوة، وتدبراً، وعملاً، وتنبيه القارئين إلى استثمار الأداء الحسن في قراءة القرآن الكريم لجذب الناس إلى القرآن الكريم لفهم معانيه، وتدبرها، وتطبيقها في الحياة.

منهج المؤلف

اعتمد المؤلف في معالجة موضوع بحثه الدراسة التأصيلية القائمة على المنهج الوصفي، مع الاستشهاد بأقوال العلماء المحققين؛ لمحاولة تأصيل أثر التجويد في تحقيق تدبر القرآن المجيد.

أهمية الموضوع

ذ
كر المؤلف أن أهمية موضوع كتابه نابعة من:

- أن القرآن الكريم نزل على النبي صلى الله عليه وسلم مجوداً، قال تعالى: {وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث ونزلناه تنزيلا} (الإسراء:106) وقال سبحانه: {وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا} (الفرقان:32) والصحابة رضي الله عنهم تلقوا القرآن عن الرسول صلى الله عليه وسلم كما تلقاه هو عن ربه، وهكذا نقله القراء عبر العصور والأماكن إلينا مجوداً بالسند المتواتر.

- أن القرآن الكريم له خصوصية في قراءته؛ فالتجويد من خصائص أداء القرآن الكريم، ومتى عريت التلاوة منه، لم تكن موافقة للصفة المـُتَلَقَّاة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ثم فإن ملامح الإعجاز تتوارى؛ فالتجويد مزية مهمة في أداء القرآن الكريم. وقد تكفل الله تعالى بحفظ كتابه، وتولى العناية به، حتى يأذن برفعه في آخر الزمان، ولم يستطع أحد أن يعبث فيه؛ فيُنْقِص منه أو يزيد آية، ولا كلمة، ولا حرفاً، ولا حُكماً من أحكام التجويد.

- أن الحاجة ماسة في هذا الزمان وفي كل زمان إلى بيان أهمية تدبر القرآن الكريم، وأثر ذلك في حياة الأمة، وصلاح أمرها، وعزها وقوتها؛ فالقرآن ليس للتلاوة فحسب، نعم في التلاوة أجر عظيم، وثواب جزيل، لكن التدبر واجب شرعي، وهو ثمرة التلاوة ومقصودها؛ لأنه السبيل إلى الاستجابة والعمل.

- الرغبة في إبراز العلاقة بين القراءة المجودة وبين تحقيق التدبر المنشود.

- الإسهام في إبراز وسائل نهضة الأمة الإسلامية من خلال التمسك بالقرآن تلاوة وتدبراً وعملاً.

- أن ثمة من يقول: إن قراءة القرآن بالتجويد تلهي القارئ وتشغله عن تدبر الآيات، وهذا تصور خاطئ، ناشئ عن الجهل بالتجويد وأهميته؛ فالتجويد لا يمنع من التدبر، بل هو أعظم معين عليه؛ إذ يُشعر القارئ والسامع بلذة كلام الله وجلاله وجماله.

موضوعات الكتاب

تناول المؤلف موضوع كتابه من خلال تمهيد وأربعة مباحث:

أما التمهيد فقد تضمن مطلبين:

الأول: أهمية تطبيق أحكام التجويد في القرآن المجيد، وحكم تعلم أحكام التجويد وتطبيقها.

الثاني: أهمية تدبر القرآن الكريم.

وقد جاء المبحث الأول تحت عنوان: أثر القراءة المجودة في تدبر القرآن الكريم المجيد، وتضمن هذا المبحث ثلاثة مطالب:

الأول: التجويد أساس تقويم اللسان، وتصحيح نطق الحروف العربية؛ لتحقيق تدبر القرآن الكريم.

الثاني: قراءة القرآن على الوجه الشرعي من أهم ضوابط تدبر القرآن الكريم.

الثالث: القراءة المجودة تبرز جمال القرآن الكريم الصوتي واللغوي والبلاغي، ما يساعد على التدبر.

أما المبحث الثاني فجاء تحت عنوان: أثر مراتب التلاوة في تدبر القرآن الكريم.

وجاء المبحث الثالث تحت عنوان: أثر تحسين الصوت في تدبر القرآن المجيد.

أما المبحث الرابع والأخير فكان عنوانه: أثر حُسْن الوقف والابتداء في تدبر القرآن الكريم.

ثم جاءت خاتمة البحث متضمنة لأهم النتائج التي أفضى إليها البحث، ومتضمنة أيضاً بعض التوصيات المتعلقة بموضوع التدبر وتجويد القرآن. وأتبع المؤلف خاتمة كتابه بفهرس لمصادر بحثه ومراجعه، وفهرس لموضوعاته.

نتائج البحث

خَلَصَ الباحث من بحثه إلى عدة نتائج، أهمها:

- أن التجويد من خصائص تلاوة القرآن الكريم؛ فالقراءة سنة مُتَّبَعَة، تُتَلقى بأدق تفاصيلها.

- أن تدبر القرآن الكريم هو مقصود قراءته وثمرة تلاوته.

- أن القراءة المجودة هي المفتاح الرئيس لتدبر القرآن الكريم والتأثر به والتأثير.

- أهمية تحسين الصوت بقراءة القرآن المجيد لتحقيق تدبره.

- أهمية علم الوقف والابتداء كأحد مباحث علم التجويد المؤثرة في إبراز المعاني القرآنية بشكل صحيح واضح معين على التدبر.

وقد أوصى المؤلف في ختام بحثه بأهمية أن يقوم معلمو القرآن الكريم بالتركيز على تطبيق أحكام التجويد وإتقان التلاوة الصحية، مع تفسير المعاني باختصار، والتدريب على التدبر، ودعا الباحثين إلى إجراء دراسات تطبيقية على تلاوات القراء المجوِّدين المؤثرين في نفوس السامعين، ودراسة المعاني التشويقية في الوقوف المأثورة.

صدرت الطبعة الأولى من الكتاب في مجلد واحد عن دار الحضارة للنشر والتوزيع في الرياض المملكة العربية السعودية سنة (1435هـ-2014م) وضم الكتاب بين دفتيه ستين ومائة صفحة (160).

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة