الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لفظ (الدِّين) في القرآن الكريم

لفظ (الدِّين) في القرآن الكريم

لفظ (الدِّين) في القرآن الكريم

لفظ (الدِّين) من الألفاظ الأساسية والمفتاحية في القرآن الكريم، وقد ورد هذا اللفظ في الكتاب العزيز بمعان متعددة، ومدلولات مختلفة، نحاول التعرف عليها في هذا المقال .

فلفظ (الدين) من دان بكذا ديانة، فهو دَيِّن؛ وتديَّن به فهو متدين؛ و(الدِّين) إذا أطلق يراد به: ما يَتَدَيَّنُ به الرجل، ويدين به من اعتقاد وسلوك؛ وبمعنى آخر، هو طاعة المرء والتزامه لِمَا يعتنقه من أفكار ومبادئ.

و(الدَّيّانُ): من أَسماء الله عز وجل، معناه الحَكَم القاضي، و(الدَّيَّانُ): القَهَّار؛ وفي حديث أَبي طالب، وقد قال له عليه الصلاة والسلام: (أُريد من قريش كلمة تَدينُ لهم بها العرب) رواه أحمد والترمذي وغيرهما، أَي: تطيعهم وتخضع لهم.

و(الدِّين): الطاعة؛ وقد دِنْته ودِنْتُ له أَطعته، وخضعت له؛ وفي أثر علي رضي الله عنه: (محبةُ العلماءِ دِينٌ يُدانُ به).

و(الدِّين): الإِسلام، قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام} (آل عمران:19) وقد دِنْتُ به، أي: اتخذته منهجًا لي في الحياة.

و(الدين): الحسابُ، وفي الحديث: (الكيِّس من دانَ نَفْسَه، وعَمِلَ لما بعد الموت؛ والأَحْمَقُ من أَتْبَعَ نفسه هواها وتَمَنَّى على الله) رواه أحمد وغيره، قال أَبو عبيد: قوله: دانَ نفسه، أَي: أَذلَّها واستعبدها، وقيل: حاسبها.

و(الدِّين): الجزاء، ومنه قوله تعالى: {أئنا لمدينون} (الصافات:53) أَي: مَجْزِيُّون مُحاسَبون؛ وفي مأثور القول: (كما تَدِينُ تُدان) رواه البخاري معلقاً، أَي: كما تُجازي تُجازَى، أَي: تُجازَى بفعلك، وبحسب ما عملت.

و(يومُ الدِّين): يومُ الجزاء؛ ومنه قوله تعالى: {مالك يوم الدين} أي: مالك يوم الجزاء والحساب.

و(الدِّينُ): العادة والشأْن، تقول العرب: ما زالَ ذلك دِيني ودَيْدَني، أَي: عادتي وشأني.

و(الدين): الحكم والقضاء والسلطان، وفي التنزيل العزيز: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} (يوسف:76) قال قتادة: في قضاء الملك.

و(الدِّينُ): الحالُ، قال بعضهم: سأَلت أَعرابيًّا عن شيء، فقال: لو لقيتني على دين غير هذه لأَخبرتك، يقصد: لو لقيتني على حال غير الحال التي أنا عليها الآن، لأخبرتك بما أنت سائل عنه.

ومن معاني الدين -علاوة على ما تقدم- الورع، والقهر.

على أن من الألفاظ القرآنية الوثيقة الصلة بلفظ (الدين) لفظ (الشريعة) ولفظ (المِلَّة) ولنا وقفة مع هذين اللفظين في مقال آخر إذا يسر الله، وبالله التوفيق.

مواد ذات الصله

المقالات

المكتبة