الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( باب الميم مع اللام )

                                                          ( ملأ ) * قد تكرر ذكر " الملإ " في الحديث . والملأ : أشراف الناس ورؤساؤهم ، ومقدموهم الذين يرجع إلى قولهم . وجمعه : أملاء .

                                                          ( هـ ) ومنه الحديث " أنه سمع رجلا ، منصرفهم من غزوة بدر ، يقول : ما قتلنا إلا عجائز صلعا ، فقال : أولئك الملأ من قريش ، لو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك " أي أشراف قريش .

                                                          * ومنه الحديث " هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ " يريد الملائكة المقربين .

                                                          ( س ) وفي حديث عمر حين طعن " أكان هذا عن ملأ منكم ؟ " أي تشاور من أشرافكم وجماعتكم .

                                                          ( هـ ) وفي حديث أبي قتادة " لما ازدحم الناس على الميضأة قال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم : أحسنوا الملأ ، فكلكم سيروى " الملأ بفتح الميم واللام والهمزة كالأول : الخلق .

                                                          * ومنه قول الشاعر :

                                                          تنادوا يا لبهثة إذ رأونا فقلنا : أحسني ملأ جهينا

                                                          * وأكثر قراء الحديث يقرءونها " أحسنوا الملء " بكسر الميم وسكون اللام ، من ملء الإناء . وليس بشيء .

                                                          * ومنه الحديث الآخر " أحسنوا أملاءكم " أي أخلاقكم .

                                                          * وفي حديث الأعرابي الذي بال في المسجد " فصاح به أصحابه ، فقال : أحسنوا ملأ " أي خلقا .

                                                          [ ص: 352 ] وفي غريب أبي عبيدة " ملأ : أي غلبة " .

                                                          * ومنه حديث الحسن " أنهم ازدحموا عليه فقال : أحسنوا ملأكم أيها المرءون " .

                                                          ( س ) وفي دعاء الصلاة " لك الحمد ملء السماوات والأرض " هذا تمثيل ، لأن الكلام لا يسع الأماكن . والمراد به كثرة العدد .

                                                          يقول : لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما ، لبلغت من كثرتها أن تملأ السماوات والأرض .

                                                          ويجوز أن يكون المراد به تفخيم شأن كلمة الحمد . ويجوز أن يريد به أجرها وثوابها .

                                                          * ومنه حديث إسلام أبي ذر " قال لنا كلمة تملأ الفم " أي أنها عظيمة شنيعة ، لا يجوز أن تحكى وتقال ، فكأن الفم ملآن بها ، لا يقدر على النطق .

                                                          * ومنه الحديث " املئوا أفواهكم من القرآن " .

                                                          وفي حديث أم زرع " ملء كسائها ، وغيظ جارتها " أرادت أنها سمينة ، فإذا تغطت بكسائها ملأته .

                                                          * وفي حديث عمران ومزادة الماء " إنه ليخيل إلينا أنها أشد ملأة منها حين ابتدئ فيها " أي أشد امتلاء . يقال : ملأت الإناء أملؤه ملأ . والملء : الاسم . والملأة أخص منه .

                                                          * وفي حديث الاستسقاء " فرأيت السحاب يتمزق كأنه الملاء حين تطوى " الملاء ، بالضم والمد : جمع ملاءة ، وهي الإزار والريطة .

                                                          وقال بعضهم : إن الجمع ملأ ، بغير مد . والواحد ممدود . والأول أثبت .

                                                          شبه تفرق الغيم واجتماع بعضه إلى بعض في أطراف السماء بالإزار ، إذا جمعت أطرافه وطوي .

                                                          * ومنه حديث قيلة " وعليه أسمال مليتين " هي تصغير ملاءة ، مثناة مخففة الهمز .

                                                          * وفي حديث الدين " إذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع " المليء بالهمز : الثقة الغني وقد ملؤ ، فهو مليء بين الملاء والملاءة بالمد . وقد أولع الناس فيه بترك الهمز وتشديد الياء .

                                                          [ ص: 353 ] ( هـ ) ومنه حديث علي " لا مليء والله بإصدار ما ورد عليه " .

                                                          ( هـ ) وفي حديث عمر " لو تمالأ عليه أهل صنعاء لأقدتهم به " أي تساعدوا واجتمعوا وتعاونوا .

                                                          ( هـ ) ومنه حديث علي " والله ما قتلت عثمان ولا مالأت في قتله " أي ما ساعدت ولا عاونت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية