الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            [ ص: 387 ] سورة الليل .

            مسألة : في قوله تعالى : ( لا يصلاها إلا الأشقى الذي كذب وتولى وسيجنبها الأتقى ) إلى آخر السورة ، هل نزلت في رجلين معينين ؟ وما سبب نزولها ؟ وهل المراد بالأتقى أبو بكر الصديق ؟

            الجواب : أخرج البزار في مسنده ، وابن جرير وابن المنذر في تفسيرهما عن عبد الله بن الزبير ، وابن جرير أيضا عن سعيد بن جبير ، وابن أبي حاتم في تفسيره عن عروة بن الزبير أن قوله تعالى : ( وسيجنبها الأتقى ) إلى آخر السورة نزلت في أبي بكر الصديق ، حيث اشترى سبعة كلهم يعذب في الله وأعتقهم ، وقال ابن جرير : إن الصحيح الذي قاله أهل التأويل : إنها نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه أن الآية نزلت في أبي بكر ، وأن ما قبلها نزل في أمية بن خلف ، وممن ذكر أنها نزلت في أبي بكر الواحدي في أسباب النزول ، والسهيلي في التعريف والأعلام ، وقال القرطبي في تفسيره : قال ابن عباس : الأشقى : أمية بن خلف ، والأتقى : أبو بكر الصديق ، وقال بعض أهل المعاني : أراد بالأشقى والأتقى الشقي والتقي ، ونقل ابن جرير هذا القول وضعفه ، وصحح الأول ، وقد تواردت خلائق من المفسرين لا يحصون على أنها نزلت في أبي بكر ، والله أعلم .

            التالي السابق


            الخدمات العلمية