الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ؛ وقرئت: "الجمعة"؛ بإسكان الميم؛ ويجوز في اللغة: "الجمعة"؛ بفتح الميم؛ ولا ينبغي أن يقرأ بها إلا أن تثبت بها رواية عن إمام من القراء؛ فمن قرأ: "الجمعة"؛ فهو تخفيف "الجمعة"؛ لثقل الضمتين؛ ومن قال في غير القراءة: "الجمعة"؛ فمعناه: التي تجمع الناس؛ كما تقول: "رجل لعنة"؛ أي: يكثر لعن الناس؛ و"رجل ضحكة"؛ يكثر الضحك؛ وقوله: فاسعوا إلى ذكر الله ؛ معناه: فاقصدوا إلى ذكر الله؛ وليس معناه العدو؛ وقرأ ابن مسعود: "فامضوا إلى ذكر الله"؛ وقال: "لو كانت "فاسعوا"؛ لسعيت حتى يسقط ردائي"؛ وكذلك قرأ أبي بن كعب: "فامضوا"؛ وقد رويت عن عمر بن الخطاب؛ ولكن اتباع المصحف أولى؛ ولو كانت عند عمر "فامضوا"؛ لا غير؛ لغيرها في المصحف؛ والدليل على أن معنى "السعي": التصرف في كل عمل؛ قول الله - عز وجل -: [ ص: 172 ] وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ؛ فلا اختلاف في أن معناه: "وأن ليس للإنسان إلا ما عمل". وقوله - عز وجل -: وذروا البيع ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ؛ فالبيع من وقت الزوال في يوم الجمعة إلى انقضاء الصلاة؛ كالمحرم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية