الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فوائد . إحداها : لو دخل في الصلاة باجتهاد ، ثم شك : لم يلتفت إليه وبنى كذا إن زال ظنه ولم يبن له الخطأ ، ولا ظهر له جهة أخرى ، ولو غلب على ظنه خطأ الجهة التي يصلي إليها ، ولم يظن جهة غيرها : بطلت صلاته ، على الصحيح من المذهب مطلقا . وعليه جمهور الأصحاب ، وقال أبو المعالي : إن بان له صحة ما كان عليه ، ولم يطل زمنه استمر ، وصحت . وإن بان له الخطأ فيها بنى ، وقيل : إن أبصر فيها من كان في ظلمة ، أو كان أعمى فأبصر ، وفرضه الاجتهاد ، ولم ير ما يدل على صوابه بطلت ، وتقدم في كلام المصنف : إذا تغير اجتهاده فإن غلب على ظنه خطأ الجهة التي يصلي إليها ، وظن القبلة في جهة أخرى ، فإن بان له يقين الخطأ ، وهو في الصلاة : استدار إلى جهة الكعبة وبنى ، وإن كانوا جماعة قدموا أحدهم ، ثم بان لهم الخطأ في حال واحدة : استداروا وأتموا صلاتهم ، وإن بان للإمام وحده ، أو للمأمومين أو لبعضهم : استدار من بان له الصواب ، ونوى بعضهم مفارقة بعض إلا على الوجه الذي قلنا يجوز الائتمام مع اختلاف الجهة [ ص: 19 ] وإن كان فيهم مقلد تبع من قلده وانحرف بانحرافه .

التالي السابق


الخدمات العلمية