الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
596 - " إذا دخلت مسجدا؛ فصل مع الناس؛ وإن كنت قد صليت " ؛ (ص)؛ عن محجن الديلي؛ (ح).

التالي السابق


(إذا دخلت) ؛ بفتح التاء؛ خطابا لمحجن؛ الذي أقيمت الصلاة؛ فصلى الناس؛ ولم يصل معهم؛ وقال: صليت مع أهلي؛ (مسجدا) ؛ يعني محل جماعة؛ (فصل مع الناس) ؛ أي: مع الجماعة؛ (وإن كنت قد صليت) ؛ قبل ذلك؛ تقرير لقوله: " كنت صليت" ؛ أو تحسين للكلام؛ كما في قوله: ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة ثم تابوا من بعد ذلك وأصلحوا إن ربك من بعدها لغفور رحيم ؛ فإن قوله: " لغفور رحيم" ؛ خبر قوله: إن ربك للذين عملوا السوء ؛ وقوله: إن ربك من بعدها ؛ تكرير؛ وزعم بعضهم أن فيه صحة الصلاة بدون جماعة؛ لأنه لم يأمره بالإعادة؛ ممنوع؛ لاحتمال قوله: " وإن كنت صليت" ؛ أي: في جماعة؛ ويدل له: " صليت مع أهلي" ؛ والاحتمال يسقط الاستدلال؛ وفيه الأمر بالمعروف؛ ولو في غير واجب؛ والسؤال عن العذر؛ قبل الإنكار؛ وتعليم الجاهل؛ وذكر العذر؛ والأمر بالإعادة في جماعة حكمته الائتلاف؛ وعدم المخالفة الموجبة لنفرة القلوب؛ وندب إعادة الصلاة لمن صلى جماعة؛ أو فرادى.

(ص؛ عن محجن) ؛ ابن أبي محجن؛ (الديلي) ؛ بكسر أوله؛ وسكون المهملة؛ وفتح الجيم؛ المدني؛ صحابي قليل الحديث؛ قال الذهبي : فيه بشر بن محجن؛ ولا يكاد يعرف؛ انتهى؛ وبه يعرف ما في رمز المؤلف لحسنه؛ إلا أن يكون اعتضد.



الخدمات العلمية