الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                            صفحة جزء
                                                            والصغار الضيم والذل والهوان سمي بذلك لأنه يصغر إلى الإنسان نفسه والصغر وزان قفل مثله وصغر صغرا من باب تعب إذا ذل وهان فهو صاغر وقوله تعالى { وهم صاغرون } قيل معناه عن قهر يصيبهم وذل وقيل يعطونها بأيديهم ولا يتولى غيرهم دفعها فإن ذلك أبلغ في إذلالهم وتصاغرت إليه نفسه إذا صارت صغيرة الشأن ذلا ومهانة وصغر في عيون الناس بالضم ذهبت مهابته فهو صغير ومنه يقال جاء الناس صغيرهم وكبيرهم أي من لا قدر له ومن له قدر وجلالة وصغرت الاسم تصغيرا فإن كان ثلاثيا أو رباعيا أو جمع قلة صغر على بنائه أيضا نحو ثوب وثويب ودرهم ودريهم وأفلس وأفيلس وأحمال وأحيمال .

                                                            وفي الثلاثي المؤنث إن كان اسما رددت الهاء وقلت قديرة وعيينة وإن كان صفة لم تلحقه فيقال ملحفة خليق فرقا بينهما وإن كان جمع كثرة ففيه مذهبان أحدهما أن يرد إلى الواحد فلو صغر فلوس قيل فليس والثاني أن يرد إلى جمع قلته إن كان له فإذا صغر غلمان رد إلى غلمة وقيل غليمة وسمع أغيلمة على غير قياس وتفصيل ذلك من كتبه ويأتي لمعان أحدها التحقير والتقليل نحو دريهم [ ص: 342 ] والثاني تقريب ما يتوهم أنه بعيد نحو قبيل العصر والثالث تعظيم ما يتوهم أنه صغير نحو دويهية والرابع التحبيب والاستعطاف نحو هذا بنيك وقد يأتي لغير ذلك وفائدة التصغير الإيجاز لأنه يستغنى به عن وصف الاسم فتنوب ياء التصغير عن الصفة التابعة فقولهم دريهم معناه درهم صغير وما أشبه ذلك .

                                                            التالي السابق


                                                            الخدمات العلمية