الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ( 48 ) )

يقول - تعالى ذكره - : ( وما كنت ) يا محمد ( تتلوا ) يعني : تقرأ ( من قبله ) يعني : من قبل هذا الكتاب الذي أنزلته إليك ( من كتاب ولا تخطه بيمينك ) يقول : ولم تكن تكتب بيمينك ، ولكنك كنت أميا ( إذا لارتاب المبطلون ) يقول : ولو كنت من قبل أن يوحى إليك تقرأ الكتاب ، أو تخطه بيمينك ، ( إذا لارتاب ) يقول : إذن لشك - بسبب ذلك في أمرك ، وما جئتهم به من عند ربك من هذا الكتاب الذي تتلوه عليهم - المبطلون القائلون إنه سجع وكهانة ، وإنه أساطير الأولين .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثني محمد بن سعد قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون ) قال : كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أميا ؛ لا يقرأ شيئا ولا يكتب .

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) قال : كان نبي الله لا يقرأ كتابا قبله ، ولا يخطه بيمينه ، قال : كان أميا ، والأمي : الذي لا يكتب . [ ص: 51 ]

حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبو أسامة ، عن إدريس الأودي ، عن الحكم ، عن مجاهد ( وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك ) قال : كان أهل الكتاب يجدون في كتبهم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يخط بيمينه ، ولا يقرأ كتابا ، فنزلت هذه الآية .

وبنحو الذي قلنا أيضا في قوله : ( إذا لارتاب المبطلون ) قالوا .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( إذا لارتاب المبطلون ) إذن لقالوا : إنما هذا شيء تعلمه محمد - صلى الله عليه وسلم - وكتبه .

حدثني محمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم قال : ثنا عيسى ، وحدثني الحارث قال : ثنا الحسن قال : ثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قول الله : ( إذا لارتاب المبطلون ) قال : قريش .

التالي السابق


الخدمات العلمية