الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        3543 حدثني محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة عن محمد بن أبي يعقوب سمعت ابن أبي نعم سمعت عبد الله بن عمر وسأله عن المحرم قال شعبة أحسبه يقتل الذباب فقال أهل العراق يسألون عن الذباب وقد قتلوا ابن ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم هما ريحانتاي من الدنيا

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( عن محمد بن أبي يعقوب ) هو محمد بن عبد الله البصري الضبي ، ويقال إنه تميمي ، وقال شعبة مرة : " حدثني محمد بن أبي يعقوب وكان سيد بني تميم " وهو ثقة باتفاق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سمعت ابن أبي نعم ) بضم النون وسكون المهملة وهو عبد الرحمن يكنى أبا الحكم البجلي .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وسأله عن المحرم ) في رواية مهدي بن ميمون عن ابن أبي يعقوب كما سيأتي في الأدب " وسأله رجل " ورأيت في بعض النسخ من رواية أبي ذر الهروي " وسألته " فإن كانت محفوظة فقد عرف اسم السائل ، لكن يبعده أن في رواية جرير بن حازم عن محمد بن أبي يعقوب عند الترمذي " أن رجلا من أهل العراق سأل " وفي رواية لأحمد " وأنا جالس عنده " ونحوها في رواية مهدي المذكورة في الأدب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال شعبة : أحسبه يقتل الذباب ) وقع عند أبي داود الطيالسي عن شعبة بغير شك ، وفي رواية جرير بن حازم المذكورة " سئل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب " وكذا هو في رواية مهدي بن ميمون المذكورة ، يحتمل أن يكون السؤال وقع عن الأمرين ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( فقال : أهل العراق يسألون عن الذباب ) في رواية أبي داود " فقال : يا أهل العراق ، تسألونني عن الذباب " أورد ابن عمر هذا متعجبا من حرص أهل العراق على السؤال عن الشيء اليسير وتفريطهم في الشيء الجليل .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( ريحانتاي ) كذا للأكثر بالتثنية ، ولأبي ذر " ريحاني " بالإفراد والتذكير ، وشبههما بذلك لأن الولد يشم ويقبل ، ووقع في رواية جرير بن حازم إن الحسن والحسين هما ريحانتي وعند الترمذي من حديث أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يدعو الحسن والحسين فيشمهما ويضمهما إليه وفي رواية الطبراني في " الأوسط " من طريق أبي أيوب قال : دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والحسن والحسين يلعبان بين يديه ، فقلت : أتحبهما يا رسول الله ؟ قال : وكيف لا وهما ريحانتاي من الدنيا أشمهما .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية