الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      4649 حدثنا حفص بن عمر النمري حدثنا شعبة عن الحر بن الصياح عن عبد الرحمن بن الأخنس أنه كان في المسجد فذكر رجل عليا عليه السلام فقام سعيد بن زيد فقال أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته وهو يقول عشرة في الجنة النبي في الجنة وأبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وعثمان في الجنة وعلي في الجنة وطلحة في الجنة والزبير بن العوام في الجنة وسعد بن مالك في الجنة وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ولو شئت لسميت العاشر قال فقالوا من هو فسكت قال فقالوا من هو فقال هو سعيد بن زيد حدثنا أبو كامل حدثنا عبد الواحد بن زياد حدثنا صدقة بن المثنى النخعي حدثني جدي رياح بن الحارث قال كنت قاعدا عند فلان في مسجد الكوفة وعنده أهل الكوفة فجاء سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل فرحب به وحياه وأقعده عند رجله على السرير فجاء رجل من أهل الكوفة يقال له قيس بن علقمة فاستقبله فسب وسب فقال سعيد من يسب هذا الرجل قال يسب عليا قال ألا أرى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يسبون عندك ثم لا تنكر ولا تغير أنا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وإني لغني أن أقول عليه ما لم يقل فيسألني عنه غدا إذا لقيته أبو بكر في الجنة وعمر في الجنة وساق معناه ثم قال لمشهد رجل منهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يغبر فيه وجهه خير من عمل أحدكم عمره ولو عمر عمر نوح

                                                                      التالي السابق


                                                                      ( حدثنا حفص بن عمر النمري ) : بفتح النون والميم قال الحافظ : ثقة ثبت عيب بأخذ الأجرة على الحديث ( عن الحر ) : بضم الحاء وتشديد الراء ( بن الصياح ) : [ ص: 314 ] بمهملة ثم تحتانية وآخرة مهملة ( وسعد بن مالك في الجنة ) : هو سعد بن أبي وقاص واسم أبي وقاص مالك ( قال فقالوا من هو ) : أي قال عبد الرحمن بن الأخنس فقال الناس من العاشر ( فسكت ) : أي سعيد بن زيد ( قال هو ) : أي العاشر ( سعيد بن زيد ) : يعني نفسه .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه الترمذي والنسائي . ( رياح بن الحارث ) : بكسر الراء ثم التحتانية وهو بدل من جدي ( عند فلان ) : قال في فتح الودود : هو المغيرة بن شعبة ( فرحب به ) : قال في المصباح : رحب به بالتشديد قال له مرحبا أي قال مغيرة بن شعبة لسعيد بن زيد مرحبا ( وحياه ) : بتشديد الياء في المصباح ، وحياه تحية أصله الدعاء بالحياة ثم كثر حتى استعمل في مطلق الدعاء ، ثم استعمله الشرع في دعاء مخصوص ، وهو سلام عليك انتهى .

                                                                      ( وأقعده ) : الضمير المنصوب إلى سعيد بن زيد ( فاستقبله ) : أي استقبل مغيرة قيسا

                                                                      ( يسبون ) : بصيغة المجهول ( إني لغني أن أقول عليه ) : أي على النبي صلى الله عليه وسلم ( ما لم يقل ) : أي النبي صلى الله عليه وسلم ( فيسألني عنه ) : الضمير المجرور يرجع إلى ما ( غدا إذا لقيته ) : أي يوم القيامة والواو في قوله وإني للحال ، والجملة حال وقعت بين قوله يقول ومقولته وهو أبو بكر في [ ص: 315 ] الجنة إلخ ( وساق معناه ) : أي معنى الحديث السابق ( قال لمشهد ) : اللام للتأكيد ومشهد مضاف إلى رجل . في المصباح : المشهد المحضر وزنا ومعنى انتهى وجمعه مشاهد وفي المجمع المغازي المشاهد لأنها موضع الشهادة ( منهم ) : من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ( يغبر فيه ) : أي في ذلك المشهد ( وجهه ) فاعل يغبر والمعنى أن حضور رجل من الصحابة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في موضع الغزو لأجل الجهاد حال كون الرجل يصيب التراب في وجهه هو خير من عمل أحدكم ما دام عمره ( ولو عمر عمر نوح ) : بصيغة المجهول أعطي عمر نوح .

                                                                      قال المنذري : وأخرجه النسائي .




                                                                      الخدمات العلمية