الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          باب ما جاء فيمن يسمع النداء فلا يجيب

                                                                                                          217 حدثنا هناد حدثنا وكيع عن جعفر بن برقان عن يزيد بن الأصم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لقد هممت أن آمر فتيتي أن يجمعوا حزم الحطب ثم آمر بالصلاة فتقام ثم أحرق على أقوام لا يشهدون الصلاة قال أبو عيسى وفي الباب عن عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وابن عباس ومعاذ بن أنس وجابر قال أبو عيسى حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له وقال بعض أهل العلم هذا على التغليظ والتشديد ولا رخصة لأحد في ترك الجماعة إلا من عذر

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( عن جعفر بن برقان ) بضم الموحدة وسكون الراء بعدها قاف ( لقد هممت ) اللام جواب القسم والهم العزم ، وقيل دونه ، وزاد مسلم في أوله " أنه صلى الله عليه وسلم فقد ناسا في بعض الصلوات فقال : لقد هممت " فأفاد ذكر سبب الحديث .

                                                                                                          ( فتيتي ) الفتية جمع فتى أي جماعة من شبان أصحابي أو خدمي وغلماني .

                                                                                                          ( أن يجمعوا حزم الحطب ) جمع حزمة بضم الحاء ما حزم ، كذا في القاموس ، وقال في الصراح : حزمة بالضم " بند هيزم وكاغذ وعلف وجزآن " .

                                                                                                          ( على أقوام لا يشهدون الصلاة ) وفي رواية أبي داود " ، ثم آتي قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم " .

                                                                                                          [ ص: 539 ] قوله : ( وفي الباب عن ابن مسعود ) أخرجه مسلم " قال : لقد رأيتنا وما يتخلف عن الصلاة إلا منافق قد علم نفاقه أو مريض " الحديث .

                                                                                                          ( وأبي الدرداء ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان ، فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي ورواه الحاكم وصححه ، وقال النووي : إسناده صحيح .

                                                                                                          ( وابن عباس ) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سمع المنادي فلم يمنعه من اتباعه عذر قالوا : وما العذر؟ قال خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى أخرجه أبو داود ، قال المنذري : وفي إسناده أبو جناب يحيى بن أبي حية الكلبي وهو ضعيف ، والحديث أخرجه ابن ماجه بنحوه وإسناده أمثل وفيه نظر ، انتهى .

                                                                                                          ( ومعاذ بن أنس وجابر ) أخرجه العقيلي في الضعفاء كما يأتي عن قريب .

                                                                                                          قوله : ( وقد روي عن غير واحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا . . . إلخ ) أخرج ابن ماجه وبقي بن مخلد وابن حبان وغيرهم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له إلا من عذر قال الحافظ في التلخيص : إسناده صحيح ، لكن قال الحاكم : وقفه غندر وأكثر أصحاب شعبة ، ثم أخرج له شواهد منها : عن أبي موسى الأشعري بلفظ : " من سمع النداء فارغا صحيحا فلم يجب فلا صلاة له " رواه البزار من طريق سماك عن أبي بردة عن أبيه موقوف ، وقال البيهقي : الموقوف أصح ، ورواه العقيلي في الضعفاء من حديث جابر وضعفه ، ورواه ابن عدي من حديث أبي هريرة وضعفه ، انتهى .

                                                                                                          قوله : ( وقال بعض أهل العلم هذا على التغليظ والتشديد ) يعني أن قول الصحابة " من سمع النداء فلم يجب فلا صلاة له " ليس على ظاهره ، بل هو محمول على التغليظ والتشديد .




                                                                                                          الخدمات العلمية