الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          بحث ترجمة القرآن :

                          سيقول بعض الجاهلين لحقيقة الإسلام وكونه دينا روحانيا مدنيا سياسيا ، وبعض أولي العصبية الجنسية الجاهلية : إن مقتضى ما ذكرت أنه لا يمكن إقامة دين الإسلام كما يجب إلا باللغة العربية ، فلماذا لا يجوز على شعوب المسلمين ما جاز على شعوب النصارى مثلا من ترجمة كتبهم المقدسة بلغاتهم المختلفة مع بقائهم على دين النصرانية وملة المسيح عليه السلام ؟ .

                          ونقول : ( أولا ) إن المسألة عندنا مسألة نقل واتباع لا مسألة رأي ، وقد علمت أن أئمتنا مجمعون على ما ذكرنا ( وثانيا ) إننا نحن المسلمين لا نعتقد أن النصارى على ملة المسيح عليه السلام ، ولا يصح أن نزيد على ذكر اعتقادنا هذا في صحيفة عمومية وثالثا ( إن ترجمة القرآن المعجز للبشر ترجمة تؤدي معانيه تأدية تامة كما أنزلها الله تعالى ويبقى بها معجزا وآية - متعذرة ، وقد بينا هذا بالإيضاح في مجلتنا ( المنار ) ولا محل له هنا . ( ورابعا ) إذا فرضنا أن ترجمة الكتاب لا تخل بفهم أصول الدين وفروعه وتشريعه أفلا تخل بما هو موضوع هذا المقال من وجوب وحدتهم وتعارفهم وتعاونهم - وتوقف ذلك على لغة واحدة ضروري فإذا لم تكن لغة جميع أفراد شعوبهم فلتكن مما يتقنه طوائف رجال الدين ودعاة الوحدة والاتفاق منهم ؟ بلى بلى اهـ .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية