الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          واختلفوا في النوم على ثمانية مذاهب : ( 1 ) لا ينقض مطلقا ، وعليه الشيعة الإمامية .

                          ( 2 ) ينقض مطلقا ، وعليه الحسن البصري ، والمزني ، وإسحاق بن راهويه ، وابن المنذر .

                          ( 3 ) ينقض كثيره مطلقا ، وعليه الزهري وربيعة ومالك وأحمد في رواية .

                          ( 4 ) ينقض إذا نام مستلقيا أو مضطجعا ، أو على هيئة المصلي ، فيما عدا القعود ، وعليه أبو حنيفة وداود الظاهري .

                          ( 5 ) ينقض في الصلاة ، لا في خارجها ، وعليه زيد بن علي .

                          ( 6 ، 7 ) ينقض نوم الراكع والساجد ، أو الساجد فقط ، رويا عن أحمد .

                          ( 8 ) أن النوم ليس حدثا ، وإنما هو مظنة الحدث ، فمن نام ممكنا مقعدته من الأرض لا ينتقض وضوؤه بحال ، ومن نام غير ممكن انتقض وضوؤه ، وبهذا القول يمكن الجمع بين الروايات المتعارضة في ذلك ، وإن كان من العمل بترجيح الغالب على الأصل الذي هو البراءة ، وعدم خروج شيء ، وقد ثبت في حديث ابن عباس في الصحيح ، أن النبي صلى الله عليه وسلم نام حتى سمع غطيطه ، ثم قام فصلى صلاة الليل ولم يتوضأ ، قالوا : تلك من خصائصه بقرينة ما ورد أن عينيه تنامان ، ولا ينام قلبه ، وثبت في الصحيح من حديثه أيضا أنه صلى معه صلاة الليل ، قال : " فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني " ، وثبت في حديث أنس أن الصحابة ، رضي الله عنهم ، كانوا ينتظرون العشاء الآخرة حتى تخفق رءوسهم ; أي تميل من النعاس أو النوم ، ثم يصلون ، ولا يتوضئون ، رواه الشافعي في الأم ، ومسلم وأبو داود ، وزاد من طريق شعبة " حتى إني لأسمع لأحدهم غطيطا " ، وحمله ابن المبارك والشافعي وغيرهما على نوم الجالس ; لأن الغالب على منتظري الصلاة أن يكونوا جلوسا ، ولكن جاء في بعض الروايات " فيضعون جنوبهم ; فمنهم من ينام ثم يقوم إلى الصلاة " رواها ابن القطان عن شعبة عن قتادة عن أنس ، ونقل النووي اتفاق العلماء على أن الجنون والإغماء وكل ما يزيل العقل من سكر أو دواء وغيرهما ، ينقض الوضوء مطلقا .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية