الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
مسألة

ويجب أن يتحرى في التفسير مطابقة المفسر ، وأن يتحرز في ذلك من نقص المفسر عما يحتاج إليه من إيضاح المعنى المفسر ، أو أن يكون في ذلك المعنى زيادة لا تليق بالغرض ، أو أن يكون في المفسر زيغ عن المعنى المفسر ، وعدول عن طريقه ، حتى يكون غير مناسب له ولو من بعض أنحائه ، بل يجتهد في أن يكون وفقه من جميع الأنحاء ، وعليه بمراعاة الوضع الحقيقي والمجازي ، ومراعاة التأليف ، وأن يوافي بين المفردات ، وتلميح الوقائع ، فعند ذلك تتفجر له ينابيع الفوائد .

ومن شواهد الإعراب قوله - تعالى - : فتلقى آدم من ربه كلمات ( البقرة : 37 ) ولولا الإعراب لما عرف الفاعل من المفعول به .

ومن شواهد النظم قوله - تعالى - : واللائي لم يحضن ( الطلاق : 4 ) فإنها منتظمة مع ما قبلها منقطعة عما بعدها .

وقد يظهر الارتباط ، وقد يشكل أمره ؛ فمن الظاهر قوله - تعالى - : هل من شركائكم من يبدأ الخلق ثم يعيده قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده ( يونس : 34 ) ووجه ظهوره ، أنه لا يستقيم أن يكون السؤال والجواب من واحد ، فتعين أن يكون قوله : قل الله جواب [ ص: 317 ] سؤال ؛ كأنهم لما سألوا ، سمعوا ما قبله من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهو : من يبدأ الخلق ثم يعيده أجابهم بقوله : قل الله يبدأ الخلق ثم يعيده ، فترك ذكر السؤال .

ونظيره : قل هل من شركائكم من يهدي إلى الحق قل الله يهدي للحق ( يونس : 35 ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية