الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3096 - أخبرنا الفضل بن سهل ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن غزوان ، قال : أخبرنا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي بكر بن أبي موسى ، عن أبيه - رضي الله عنه - قال : " خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه النبي - صلى الله عليه وسلم - في أشياخ من قريش ، فلما أشرفوا على الراهب ، هبطوا فخلفوا رحالهم ، فخرج إليهم الراهب ، وكانوا قبل ذلك يمرون به فلا يخرج إليهم ولا يلتفت إلى أحد منهم ، فجاء فجعل يتخللهم حتى جاء فأخذ بيد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : " هذا سيد العالمين ، هذا رسول رب العالمين ، هذا ابتعثه الله رحمة للعالمين " فقال له الأشياخ من قريش : ما علمك ؟ قال : إنكم حين أشرفتم من العقبة لم تبق شجرة ولا حجر إلا سجد ، ولا يسجد ذلك إلا لنبي ، وإني أعرفه بخاتم النبوة أسفل عن غرضوف كتفه مثل التفاحة ، ثم رجع فصنع لهم طعاما ، فلما أتاهم به قال : " أرسلوا إليه وكان في رعية الإبل ، فأقبل وعليه غمامة تظله ، فلما دنا من القوم وجدهم قد سبقوه إلى فيء [ ص: 98 ] الشجرة ، فلما جلس مال فيء الشجرة عليه ، قال : انظروا مال فيء الشجرة عليه ، فبينما هو قائم عليه ، وهو يناشدهم ألا تذهبوا به إلى الروم ، فإن الروم إن رأوه عرفوه بالصفة فقتلوه ، قال : ثم التفت ، فإذا هو بتسع فوارس قد أقبلوا من الروم فاستقبلهم ، فقال : " ما جاء بكم ؟ " قالوا : جئنا إلى هذا النبي الذي هو خارج في هذا الشهر ، ولم يبق طريق إلا وقد بعث إليه أناس ، وإنا قد أخبرنا خبره فبعثنا إلى طريقك هذا ، فقال لهم : هل خلفكم أحد هو خير منكم ؟ قالوا : إنما اختارنا خيرة لطريقك هذا ، قال : " أفرأيتم أمرا أراد الله تبارك وتعالى أن يقضيه ، هل يستطيع أحد من الناس رده ؟ " قالوا : لا ، قال : " فارجعوا " قال : فتابعوه ورجعوا ، قال : ثم أقبل على هؤلاء ، فقال : " أنشدكم بالله أيكم وليه ؟ " قالوا : أبو طالب ، قال : فلم يزل يناشده أن يرده ، حتى رده أبو طالب وبعث معه من . . .

[ ص: 99 ] قال أبو بكر : وهذا الحديث لا نعلم رواه عن أبي بكر بن أبي موسى عن أبيه إلا يونس بن أبي إسحاق ولا عن يونس إلا عبد الرحمن بن غزوان المعروف بقراد .

التالي السابق


الخدمات العلمية