الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            4349 - حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ، ببغداد ، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا مالك بن مغول ، عن فضيل بن غزوان ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : " لقد كان أصحاب الصفة سبعين رجلا ما لهم أردية " .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .

                                                                                            قال الحاكم : " تأملت هذه الأخبار الواردة في أهل الصفة فوجدتهم من أكابر الصحابة رضي الله عنهم ورعا وتوكلا على الله عز وجل وملازمة لخدمة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، اختاره الله تعالى لهم ما اختاره لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم من المسكنة ، والفقر ، والتضرع لعبادة الله عز وجل ، وترك الدنيا لأهلها ، وهم الطائفة المنتمية إليهم الصوفية قرنا بعد قرن ، فمن جرى على سنتهم وصبرهم على ترك الدنيا والأنس بالفقر ، وترك التعرض للسؤال فهم في كل عصر بأهل الصفة مقتدون وعلى خالقهم متوكلون .

                                                                                            وقد حدثنا شيخ التصوف في عصره أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي ، ثنا أبو أحمد الجريري قال : سمعت سهل بن عبد الله التستري يقول : " لما بعث الله عز وجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في الدنيا سبعة أصناف من الناس : الملوك ، والمزارعون ، وأصحاب المواشي ، والتجار ، والصناع ، والأجراء ، والضعفاء ، والفقراء لم يأمر أحدا منهم أن ينتقل مما هو فيه ، ولكن أمرهم بالعلم واليقين والتقوى والتوكل في جميع ما كانوا فيه " قال سهل رحمة الله عليه : " وينبغي للعاقل أن يقول : ما ينبغي لي بعد علمي بأني عبدك أن أرجو وأؤمل غيرك [ ص: 554 ] ولا أتوهم عليك إذ خلقتني وصورتني عبدا لك أن تكلني إلى نفسي أو تولي أموري غيرك .

                                                                                            قال الحاكم : " وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الطائفة بما خصهم الله تعالى به من بين الطوائف بصفات ، فمن وجدت فيه تلك الصفات استحق بها اسم التصوف .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية