الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ معنى الضرب وتجويده على الأولين ] : وإما ( بضرب ) على الزائد وهو ( أجود ) من الأمرين المتقدمين ، وقال الخطيب : إنه المستحب لقول الرامهرمزي : قال أصحابنا : الحك تهمة . يعني : بإسكان الهاء في الأكثر ، وقد تحرك من الاتهام بمعنى الظن ، حيث يتردد الواقف عليه - والله أعلم - أكان الكشط لكتابة شيء بدله ثم لم يتيسر ، أو لا .

ولكن قد يزول الارتياب حينئذ بكتابة ( صح ) في البياض كما رأيت بعضهم يفعله ، نعم ربما يثبت ما كشط في رواية أخرى صحيحة ، فيشق على من رام الجمع بين الروايات عود كتابته ثانيا ، فإذا كان قد خط عليه أولا اكتفى بعلامة الراوي الآخر عليه كما رواه عياض عن أبي بحر سفيان بن العاص [ ص: 99 ] الأسدي حكاية عن بعض شيوخه - قال : أعني هذا المبهم - وكان الشيوخ يكرهون حضور السكين مجلس السماع حتى لا يبشر شيء .

ولكن قد اختار ابن الجزري تفصيلا نشأ له عن هذا التعليل فقال : إن تحقق كونه غلطا سبق إليه القلم فالكشط أولى ; لئلا يوهم بالضرب أن له أصلا ، وإلا فلا . على أنه لا انحصار لتعليل الأجودية فيما ذكر ، فقد رأيت من قال : لما في الكشط من مزيد تعب يضيع به الوقت ، وربما أفسد الورقة وما ينفذ إليه ، بل ليس يخلو بعض الورق عن ذلك ، وما أحسن قول القائل :


حدقك في الكشط دليل على أنك في الخط كثير الغلط

والمحو غالبا مسود للقرطاس ، وأنكر أبو إسحاق الحبال الحافظ المصري الحك في الكتاب من وجهين :

أحدهما : أنه يضعف الكتاب .

والثاني : أنه يوهم ، فإذا ضرب عليه يفهم المكتوب ، ويسلم صاحب الكتاب من التهمة .

ثم إن لكون الضرب علامة بينة في إلغاء المضروب عليه روينا في ( الجامع ) للخطيب من طريق عبيد الله بن المعتز أنه قال : ( من قرأ سطرا ضرب عليه من كتاب فقد خان ; لأن الخط يخزن ما تحته ) . وإليه أشار الحافظ اليغموري فقال : قال بعض العلماء : ( قراءة السطر المضروب خيانة ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية