الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ أقسام المشهور ] : ( كذلك المشهور أيضا ) يقع على ما يروى بأكثر من اثنين عن بعض رواته أو في جميع طباقه أو معظمها ، أو على ما اشتهر على الألسنة ، فيشمل ما له إسناد واحد فصاعدا ، بل ما لا يوجد له إسناد أصلا ; كـ : ( علماء أمتي أنبياء بني إسرائيل ) ، و : ( ولدت في زمن الملك العادل كسرى ) ، وتسليم الغزالة ; فقد اشتهر على الألسنة وفي المدائح النبوية .

ومنه قول الإمام أحمد ، كما أخرجه ابن الجوزي في آخر الجهاد من [ ص: 14 ] موضوعاته : أربعة أحاديث تدور عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأسواق ، ليس لها أصل ، وذكر منها : ( من بشرني بخروج آذار بشرته بالجنة ) ، و : ( نحركم يوم صومكم ) . ولكن قد قيل : إن هذا لا يصح عن أحمد ; لأن الحديثين المطويين أحدهما عنده في مسنده ، وسنده جيد مع مجيئه من طرق أخرى ، وثانيهما عند صاحبه أبي داود بسند جيد أيضا ، هذا مع نظم العلامة أبي شامة الدمشقي المقدسي لهذه المقالة فقال :

أربعة عن أحمد شاعت ولا أصل لها من الحديث الواصل     خروج آذار ويوم صومكم
ثم أذى الذمي ورد السائل

وقد يشتهر بين الناس أحاديث هي موضوعة بالكلية ، وذلك كثير جدا . ومن نظر في الموضوعات لابن الجوزي عرف الكثير من ذلك . بل و ( قسموا ) ; أي : أهل الحديث ، المشهور أيضا ( لشهرة مطلقة ) بين المحدثين وغيرهم ; ( كـ ) حديث : ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) ، ( الحديث و ) للمشتهر ، ( المقصور على المحدثين ) معرفته ، ( من ) نحو ( مشهور قنوته ) - صلى الله عليه وسلم - ( بعد الركوع شهرا ) ; فقد رواه عن أنس جماعة ; منهم أنس بن سيرين وعاصم وقتادة وأبو مجلز لاحق بن حميد ، ثم عن التابعين جماعة ; منهم سليمان التيمي عن أبي مجلز ، ورواه عن التيمي جماعة ، بحيث اشتهر ، لكن بين أهل الحديث خاصة .

[ ص: 15 ] وأما غيرهم فقد يستغربونه ; لكون الغالب على رواية التيمي عن أنس كونها بلا واسطة . وإلى مشهور مقصور على غير المحدثين ; كالأمثلة التي قدمتها ، ولكن لا اعتبار إلا بما هو مشهور عند علماء الحديث .

وقد أفردت في الحديث المشهور بالنظر لما تقرر من أقسامه كتابا . وكذا ينقسم أيضا باعتبار آخر ، فيكون منه ما لم يرتق إلى التواتر ، وهو الأغلب فيه .

التالي السابق


الخدمات العلمية