الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  12003 - حدثنا العباس بن الفضل الأسفاطي ، ثنا أبو عون الزيادي ، ثنا أبو عزة الدباغ ، عن أبي يزيد المديني ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما ، فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب ، ثم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأراد أن يدعو له والنبي صلى الله عليه وسلم قاعد ومعه نفر من الأنصار فقال : يا نبي الله إني جئت في حاجة وإن فحلين لي اغتلما فأدخلتهما حائطا ، وسددت الباب عليهما ، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي فقال لأصحابه : " قوموا معنا " فذهب حتى أتى الباب فقال : " افتح " فأشفق الرجل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " افتح " ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريب من الباب ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم سجد له فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ائتني بشيء أشد به رأسه ، وأمكنك منه " فجاء بحطام فشد به رأسه ، وأمكنه منه ، ثم مشيا إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر ، فلما رآه وقع له ساجدا فقال للرجل : " ائتني بشيء أشد به رأسه " فشد رأسه وأمكنه منه فقال : " اذهب فإنهما لا يعصيانك " فلما رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ذلك قالوا : يا رسول الله ، هذان فحلان لا يعقلان سجدا لك أفلا نسجد [ ص: 357 ] لك ؟ قال : " لا آمر أحدا أن يسجد لأحد ولو أمرت أحدا يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها " .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية