الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 535 ] 208

ثم دخلت سنة ثمان ومائتين

[ ذكر عدة حوادث ]

في هذه السنة سار الحسن بن الحسين بن مصعب من خراسان إلى كرمان ، فعصى بها ، فسار إليه أحمد بن أبي خالد ، فأخذه ، وأتى به المأمون فعفا عنه .

وفيها استقضي إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة .

وفيها عزل محمد بن عبد الرحمن المخزومي عن قضاء عسكر المهدي ، ووليه بشر بن الوليد الكندي ، فقال بعضهم :

يا أيها الرجل الموحد ربه قاضيك بشر بن الوليد حمار     ينفي شهادة من يدين بما به
نطق الكتاب وجاءت الآثار     ويعد عدلا من يقول بأنه
شيخ يحيط بجسمه الأقطار



[ الوفيات ]

وفيها مات موسى بن الأمين .

والفضل بن الربيع في ذي القعدة .

[ ص: 536 ] وحج بالناس صالح بن الرشيد .

( وفيها هلك أليسع بن أبي القاسم ، صاحب سجلماسة ، فولى أهلها على أنفسهم أخاه المنتصر بن أبي القاسم واسول ، المعروف بمدرار ، وقد تقدم ذكرهم .

وفيها سير عبد الرحمن بن الحكم صاحب الأندلس جيشا إلى بلاد المشركين ، واستعمل عليه عبد الكريم بن عبد الواحد بن مغيث ، فساروا [ إلى ] ألبة والقلاع ، فنهبوا بلاد ألبة وأحرقوها ، وحصروا عدة من الحصون ، ففتحوا بعضها ، وصالحه بعضها على مال وإطلاق الأسرى من المسلمين ، فغنم أموالا جليلة القدر ، واستنقذوا من أسارى المسلمين وسبيهم كثيرا ، فكان ذلك في جمادى الآخرة ، وعادوا سالمين .

وفيها توفي عبد الله بن عبد الرحمن الأموي المعروف بالبلنسي صاحب بلنسية من الأندلس ، وقد تقدم من أخباره مع أخبار هشام ابن أخيه الحكم بن هشام - كثير ) .

وفيها توفي عبد الله بن بكر بن حبيب السهمي الباهلي .

ويونس بن محمد المؤدب ، والقاسم بن الرشيد ، وسعيد بن عامر بالبصرة ، وعبد الله بن جعفر بن سليمان بن علي ، [ ص: 537 ] والحسن بن موسى الأشيب ، وقد كان سار ليتولى قضاء طبرستان ، فمات بالري .

( وتوفي علي بن المبارك الأحمر النحوي ، صاحب الكسائي ، وقيل : توفي في سنة ست وثمانين [ ومائة ] ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية