الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                12688 ( أخبرنا ) أبو علي الروذباري ، أنا محمد بن بكر ، ثنا أبو داود ، ثنا مسدد ، ثنا بشر بن المفضل ، ثنا غالب القطان ، عن رجل ، عن أبيه ، عن جده ، أنهم كانوا على منهل من المناهل ، فلما بلغهم الإسلام ، جعل صاحب الماء لقومه مائة من الإبل ، على أن يسلموا ، فأسلموا ، وقسم الإبل بينهم ، وبدا له أن يرتجعها منهم ، فأرسل ابنه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : ائت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقل له : إن أبي يقرئك السلام ، وإنه جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا ، فأسلموا ، وقسموا الإبل بينهم ، وبدا له أن يرتجعها منهم ، فهو أحق بها ، أم هم ؟ فإن قال : نعم ، أو لا ، فقل له : إن أبي شيخ كبير ، وهو عريف الماء ، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده ، فأتاه ، فقال له : إن أبي يقرئك السلام ، فقال : عليك وعلى أبيك السلام . فقال : إن أبي جعل لقومه مائة من الإبل على أن يسلموا ، فأسلموا وحسن إسلامهم ، ثم بدا له أن يرتجعها منهم ، أفهو أحق بها أم هم ؟ قال : إن بدا له أن يسلمها لهم فيسلمها ، وإن بدا له أن يرتجعها ، فهو أحق بها منهم ، فإن أسلموا فلهم إسلامهم ، وإن لم يسلموا قوتلوا على الإسلام . قال : إن أبي شيخ كبير ، وهو عريف الماء ، وإنه يسألك أن تجعل لي العرافة بعده ، فقال : إن العرافة حق ، ولا بد للناس من العرفاء ، ولكن العرفاء في النار .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية