الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              الآية التاسعة والثلاثون :

                                                                                                                                                                                                              قوله تعالى { : يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون } . [ ص: 140 ]

                                                                                                                                                                                                              فيها اثنتا عشرة مسألة : المسألة الأولى : في سبب نزولها : وفيه قولان : أحدهما : أن ناسا سألوا عن زيادة الأهلة ونقصانها فنزلت هذه الآية .

                                                                                                                                                                                                              الثاني : روي عن قتادة : { أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل لم جعلت الأهلة ؟ فأنزل الله تعالى الآية } . والحكمة فيه أن الله تعالى خلق الشمس والقمر آيتين .

                                                                                                                                                                                                              وفي الأثر أنه وكل بهما ملكين ; ورتب لهما مطلعين ، وصرفهما بينهما لمصلحتين : إحداهما دنيوية وهي مقرونة بالشمس ، والأخرى دينية وهي مبنية على القمر ; ولهذه الحكمة جعل أهل تأويل الرؤيا الشمس ملكا أعجميا والقمر ملكا عربيا .

                                                                                                                                                                                                              المسألة الثانية : قوله تعالى { : قل هي مواقيت للناس } : يعني : في صومهم وإفطارهم وآجالهم في تصرفاتهم ومنافع كثيرة لهم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية