الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  أبو قبيل حي بن هانئ ، عن معاوية .

                                                                  ( 925 ) حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، ثنا سويد بن سعيد ، [ ص: 394 ] ثنا ضمام بن إسماعيل ، قال : سمعت أبا قبيل ، يأثر عن معاوية بن أبي سفيان ، أنه صعد المنبر يوم الجمعة فقال عند خطبته : إنما المال مالنا ، والفيء فيئنا ، فمن شاء أعطيناه ومن شئنا منعناه ، فلم يجبه أحد ، فلما كان الجمعة الثانية قال مثل ذلك ، فلم يجبه أحد ، فلما كان الجمعة الثالثة قال مثل مقالته ، فقام إليه رجل ممن حضر المسجد ، فقال : كلا ، إنما المال مالنا والفيء فيئنا ، فمن حال بيننا وبينه حاكمناه إلى الله بأسيافنا ، فنزل معاوية فأرسل إلى الرجل فأدخله فقال القوم : هلك الرجل ، ثم دخل الناس فوجدوا الرجل معه على السرير ، فقال معاوية للناس : إن هذا الرجل أحياني أحياه الله ، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " سيكون أئمة من بعدي يقولون ولا يرد عليهم ، يتقاحمون في النار كما تتقاحم القردة " ، وإني تكلمت أول جمعة فلم يرد علي أحد ، فخشيت أن أكون منهم ، ثم تكلمت في الجمعة الثانية فلم يرد علي أحد ، فقلت في نفسي : إني من القوم ، ثم تكلمت في الجمعة الثالثة فقام هذا الرجل فرد علي فأحياني أحياه الله .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية