الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى : ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ( 46 ) )

قال أبو جعفر : يقول الله تعالى ذكره : قال الله يا نوح إن الذي غرقته فأهلكته الذي تذكر أنه من أهلك ليس من أهلك .

واختلف أهل التأويل في معنى قوله : ( ليس من أهلك ) .

فقال بعضهم : معناه : ليس من ولدك ، هو من غيرك . وقالوا : كان ذلك من حنث .

ذكر من قال ذلك :

18208 - حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم ، عن عوف ، عن الحسن ، في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، قال : لم يكن ابنه .

18209 - حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا يحيى بن يمان ، عن شريك ، عن جابر ، عن أبي جعفر : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : ابن امرأته .

18210 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية ، عن أصحاب ابن أبي عروبة فيهم ، [ عن ] الحسن قال : لا والله ، ما هو بابنه . [ ص: 341 ]

18211 - . . . . قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن أبي جعفر : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : هذه بلغة طي لم يكن ابنه ، كان ابن امرأته .

18212 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، حدثنا هشيم ، عن عوف ، ومنصور ، عن الحسن في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، قال : لم يكن ابنه . وكان يقرؤها : ( إنه عمل غير صالح )

18213 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة قال : كنت عند الحسن فقال : "نادى نوح ابنه" ، لعمر الله ما هو ابنه ! قال : قلت : يا أبا سعيد يقول : ( ونادى نوح ابنه ) ، وتقول : ليس بابنه؟ قال : أفرأيت قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ؟ قال : قلت إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك ، ولا يختلف أهل الكتاب أنه ابنه . قال : إن أهل الكتاب يكذبون .

18214 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : سمعت الحسن يقرأ هذه الآية : ( إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) ، فقال عند ذلك : والله ما كان ابنه . ثم قرأ هذه الآية : ( فخانتاهما ) ، [ سورة التحريم : 10 ] قال سعيد : فذكرت ذلك لقتادة ، قال : ما كان ينبغي له أن يحلف!

18215 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا أبو عاصم قال ، حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) ، قال : تبين لنوح أنه ليس بابنه . [ ص: 342 ]

18216 - حدثني المثنى قال ، حدثنا أبو حذيفة قال ، حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( فلا تسألني ما ليس لك به علم ) ، قال : بين الله لنوح أنه ليس بابنه .

18217 - حدثني المثنى قال ، حدثنا إسحاق قال ، حدثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبى نجيح ، عن مجاهد مثله .

18218 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن مجاهد ، مثله .

قال ابن جريج في قوله : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : ناداه وهو يحسبه أنه ابنه وكان ولد على فراشه

18219 - حدثني الحارث قال ، حدثنا عبد العزيز قال ، حدثنا إسرائيل ، عن ثوير ، عن أبي جعفر : ( إنه ليس من أهلك ) ، قال : لو كان من أهله لنجا .

18220 - حدثني محمد بن عمرو قال ، حدثنا سفيان ، عن عمرو ، سمع عبيد بن عمير يقول : نرى أن ما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم " الولد للفراش " ، من أجل ابن نوح .

18221 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن علية ، عن ابن عون ، عن الحسن قال : لا والله ما هو بابنه .

وقال آخرون : معنى ذلك : ( ليس من أهلك ) الذين وعدتك أن أنجيهم .

ذكر من قال ذلك :

18222 - حدثنا أبو كريب وابن وكيع قالا حدثنا ابن يمان ، عن [ ص: 343 ] سفيان ، عن أبي عامر ، عن الضحاك ، عن ابن عباس في قوله : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : هو ابنه .

18223 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان قال ، حدثنا أبو عامر ، عن الضحاك قال : قال ابن عباس : هو ابنه ، ما بغت امرأة نبي قط .

18224 - حدثنا الحسن بن يحيى قال ، أخبرنا عبد الرزاق ، قال ، أخبرنا الثوري ، عن أبي عامر الهمداني ، عن الضحاك بن مزاحم ، عن ابن عباس قال ، ما بغت امرأة نبي قط . قال : وقوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، الذين وعدتك أن أنجيهم معك .

18225 - حدثنا الحسن قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا معمر ، عن قتادة وغيره ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : هو ابنه : غير أنه خالفه في العمل والنية قال عكرمة في بعض الحروف : ( إنه عمل عملا غير صالح ) ، والخيانة تكون على غير باب .

18226 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة قال ، كان عكرمة يقول : كان ابنه ، ولكن كان مخالفا له في النية والعمل ، فمن ثم قيل له : ( إنه ليس من أهلك ) .

18227 - حدثنا الحسن قال ، أخبرنا عبد الرزاق قال ، أخبرنا الثوري وابن عيينة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن قتة قال : سمعت ابن عباس يسأل وهو إلى جنب الكعبة عن قول الله تعالى : ( فخانتاهما ) ، [ سورة التحريم : 10 ] ، قال : أما إنه لم يكن بالزنا ، ولكن كانت هذه تخبر الناس أنه مجنون ، وكانت هذه تدل على الأضياف . ثم قرأ : ( إنه عمل غير صالح ) قال ابن عيينة : وأخبرني عمار الدهني : أنه سأل سعيد بن جبير عن ذلك فقال : كان ابن نوح ، إن الله لا يكذب! قال : ( ونادى نوح ابنه ) ، [ ص: 344 ] قال : وقال بعض العلماء : ما فجرت امرأة نبي قط .

18228 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير قال : قال الله ، وهو الصادق ، وهو ابنه : ( ونادى نوح ابنه ) .

18229 - حدثنا أبو كريب قال ، حدثنا ابن يمان ، عن سعيد ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن عبد الله بن شداد ، عن ابن عباس قال : ما بغت امرأة نبي قط .

18230 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال ، حدثنا هشيم ، قال : سألت أبا بشر عن قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، قال : ليس من أهل دينك ، وليس ممن وعدتك أن أنجيهم قال يعقوب : قال هشيم : كان عامة ما كان يحدثنا أبو بشر عن سعيد بن جبير .

18231 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا محمد بن عبيد ، عن يعقوب بن قيس قال : أتى سعيد بن جبير رجل فقال : يا أبا عبد الله ، الذي ذكر الله في كتابه "ابن نوح" ابنه هو؟ قال : نعم ، والله إن نبي الله أمره أن يركب معه في السفينة فعصى ، فقال : ( سآوي إلى جبل يعصمني من الماء ) ، قال : ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح ) ، لمعصية نبي الله .

18232 - حدثني يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، عن سعيد بن جبير : أنه جاء إليه رجل فسأله . فقال : أرأيتك ابن نوح ابنه؟ فسبح طويلا ثم قال : لا إله إلا الله ، يحدث الله محمدا : ( ونادى نوح ابنه ) وتقول ليس منه ؟ ولكن خالفه في العمل ، فليس منه من لم يؤمن .

18233 - حدثني يعقوب وابن وكيع قالا حدثنا ابن علية ، عن أبي هارون الغنوي ، عن عكرمة في قوله : ( ونادى نوح ابنه ) ، قال : أشهد أنه ابنه ، قال الله : [ ص: 345 ] ( ونادى نوح ابنه ) .

18234 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبي ، عن إسرائيل ، عن جابر ، عن مجاهد وعكرمة قالا : هو ابنه .

18235 - حدثني فضالة بن الفضل الكوفي قال ، قال بزيع : سأل رجل الضحاك عن ابن نوح ، فقال : ألا تعجبون إلى هذا الأحمق ! يسألني عن ابن نوح ، وهو ابن نوح كما قال الله : قال نوح لابنه!

18236 - حدثنا ابن حميد قال ، حدثنا يحيى بن واضح قال ، حدثنا عبيد ، عن الضحاك أنه قرأ : ( ونادى نوح ابنه ) ، وقوله : ( ليس من أهلك ) ، قال : يقول : ليس هو من أهلك . قال : يقول : ليس هو من أهل ولايتك ، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك ( إنه عمل غير صالح ) ، قال : يقول كان عمله في شرك .

18237 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا أبو معاوية ، عن جويبر ، عن الضحاك قال : هو والله ابنه لصلبه .

18238 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عمرو بن عون قال ، أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك في قوله : ( ليس من أهلك ) ، قال : ليس من أهل دينك ، ولا ممن وعدتك أن أنجيه ، وكان ابنه لصلبه .

18239 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله بن صالح قال ، حدثني [ ص: 346 ] معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( قال يا نوح إنه ليس من أهلك ) ، يقول : ليس ممن وعدناه النجاة .

18240 - حدثت عن الحسين بن الفرج قال : سمعت أبا معاذ قال ، حدثنا عبيد بن سليمان قال ، سمعت الضحاك يقول في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، يقول : ليس من أهل ولايتك ، ولا ممن وعدتك أن أنجي من أهلك ( إنه عمل غير صالح ) ، يقول : كان عمله في شرك .

18241 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا خالد بن حيان ، عن جعفر بن برقان ، عن ميمون ، وثابت بن الحجاج قالا هو ابنه ، ولد على فراشه .

قال أبو جعفر : وأولى القولين في ذلك بالصواب قول من قال : تأويل ذلك : إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم ، لأنه كان لدينك مخالفا ، وبي كافرا وكان ابنه لأن الله تعالى ذكره قد أخبر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أنه ابنه فقال : ( ونادى نوح ابنه ) ، وغير جائز أن يخبر أنه ابنه فيكون بخلاف ما أخبر . وليس في قوله : ( إنه ليس من أهلك ) ، دلالة على أنه ليس بابنه ، إذ كان قوله : ( ليس من أهلك ) ، محتملا من المعنى ما ذكرنا ، ومحتملا أنه ليس من أهل دينك ، ثم يحذف "الدين" فيقال : ( إنه ليس من أهلك ) ، كما قيل : ( واسأل القرية التي كنا فيها ) ، [ سورة يوسف : 82 ] .

وأما قوله : ( إنه عمل غير صالح ) ، فإن القرأة اختلفت في قراءته .

فقرأته عامة قرأة الأمصار : ( إنه عمل غير صالح ) بتنوين "عمل" ورفع "غير" .

واختلف الذين قرءوا ذلك كذلك في تأويله .

فقال بعضهم : معناه : إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح . [ ص: 347 ]

ذكر من قال ذلك :

18242 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا جرير ، عن مغيرة ، عن إبراهيم : ( إنه عمل غير صالح ) ، قال : إن مسألتك إياي هذه عمل غير صالح .

18243 - حدثنا بشر قال ، حدثنا يزيد قال ، حدثنا سعيد ، عن قتادة : ( إنه عمل غير صالح ) ، أي : سوء ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) .

18244 - حدثني المثنى قال ، حدثنا عبد الله قال ، حدثني معاوية ، عن علي ، عن ابن عباس قوله : ( إنه عمل غير صالح ) ، يقول : سؤالك عما ليس لك به علم .

18245 - حدثنا القاسم قال ، حدثنا الحسين قال ، حدثني حجاج ، عن حمزة الزيات ، عن الأعمش ، عن مجاهد قوله : ( إنه عمل غير صالح ) ، قال : سؤالك إياي ، عمل غير صالح ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) .

وقال آخرون : بل معناه : إن الذي ذكرت أنه ابنك فسألتني أن أنجيه ، عمل غير صالح ، أي : أنه لغير رشدة . وقالوا : "الهاء" ، في قوله : "إنه" عائدة على "الابن" .

ذكر من قال ذلك :

18246 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن نمير ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن أنه قرأ : ( عمل غير صالح ) ، قال : ما هو والله بابنه .

وروي عن جماعة من السلف أنهم قرءوا ذلك : ( إنه عمل غير صالح ) ، [ ص: 348 ] على وجه الخبر عن الفعل الماضي ، "وغير" منصوبة . وممن روي عنه أنه قرأ ذلك كذلك ، ابن عباس .

18247 - حدثنا ابن وكيع قال ، حدثنا ابن عيينة ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سليمان بن قتة ، عن ابن عباس أنه قرأ : ( عمل غير صالح ) .

ووجهوا تأويل ذلك إلى ما : -

18248 - حدثنا به ابن وكيع قال ، حدثنا غندر ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : ( إنه عمل غير صالح ) ، قال : كان مخالفا في النية والعمل .

قال أبو جعفر : ولا نعلم هذه القراءة قرأ بها أحد من قرأة الأمصار ، إلا بعض المتأخرين ، واعتل في ذلك بخبر روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ ذلك كذلك ، غير صحيح السند . وذلك حديث روي عن شهر بن حوشب ، فمرة يقول : "عن أم سلمة " ، ومرة يقول : "عن أسماء بنت يزيد " ، ولا نعلم أبنت يزيد [ يريد ] ؟ ولا نعلم لشهر سماعا يصح عن أم سلمة . [ ص: 349 ] [ ص: 350 ] [ ص: 351 ]

قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرأة الأمصار ، وذلك رفع ( عمل ) بالتنوين ، ورفع ( غير ) ، يعني : إن سؤالك إياي ما تسألنيه في ابنك المخالف دينك ، الموالي أهل الشرك بي ، من النجاة من الهلاك ، وقد مضت إجابتي إياك في دعائك : ( لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ) ، ما قد مضى من غير استثناء أحد منهم عمل غير صالح ، لأنه مسألة منك إلي أن لا أفعل ما قد تقدم مني القول بأني أفعله ، في إجابتي مسألتك إياي فعله . فذلك هو" العمل غير الصالح " .

وقوله : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) ، نهي من الله تعالى ذكره نبيه نوحا أن يسأله أسباب أفعاله التي قد طوي علمها عنه وعن غيره من البشر . يقول له تعالى ذكره : إني يا نوح قد أخبرتك عن سؤالك سبب إهلاكي ابنك الذي أهلكته ، فلا تسألن بعدها عما قد طويت علمه عنك من أسباب أفعالي ، وليس لك به علم "إني أعظك أن تكون من الجاهلين" في مسألتك إياي عن ذلك .

وكان ابن زيد يقول في قوله : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) ، ما : -

18249 - حدثني به يونس قال ، أخبرنا ابن وهب قال ، قال ابن زيد في قوله : ( إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) ، أن تبلغ الجهالة بك أن لا أفي لك بوعد وعدتك ، حتى تسألني ما ليس لك به علم ( وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) .

واختلفت القرأة في قراءة قوله : ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) ، فقرأ ذلك عامة قرأة الأمصار ( فلا تسألن ما ليس لك به علم ) ، بكسر النون وتخفيفها ونحوا بكسرها إلى الدلالة على "الياء" التي هي كناية اسم الله [ ص: 352 ] [ في ] : فلا تسألني .

وقرأ ذلك بعض المكيين وبعض أهل الشام : ( فلا تسألن ) ، بتشديد النون وفتحها بمعنى : فلا تسألن يا نوح ما ليس لك به علم .

قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا ، تخفيف النون وكسرها ، لأن ذلك هو الفصيح من كلام العرب المستعمل بينهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية