الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            1798 - ذكر بعض فضائل علي - رضي الله عنه -

                                                                                            4632 - حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا محمد بن سنان القزاز ، ثنا عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي ، [ ص: 71 ] وأخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو بكر الحنفي ، ثنا بكير بن مسمار قال : سمعت عامر بن سعد يقول : قال معاوية لسعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما - : ما يمنعك أن تسب ابن أبي طالب ؟ قال : فقال : لا أسب ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، قال له معاوية : ما هن يا أبا إسحاق ؟ قال : لا أسبه ما ذكرت حين نزل عليه الوحي فأخذ عليا وابنيه وفاطمة فأدخلهم تحت ثوبه ، ثم قال : " رب ، إن هؤلاء أهل بيتي " ، ولا أسبه ما ذكرت حين خلفه في غزوة تبوك غزاها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال له علي : خلفتني مع الصبيان والنساء ، قال : " ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوة بعدي " ، ولا أسبه ما ذكرت يوم خيبر ، قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : " لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويفتح الله على يديه " ، فتطاولنا لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ، فقال : " أين علي ؟ " قالوا : هو أرمد ، فقال : " ادعوه " فدعوه فبصق في وجهه ، ثم أعطاه الراية ، ففتح الله عليه ، قال : فلا والله ما ذكره معاوية بحرف حتى خرج من المدينة .

                                                                                            هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه بهذه السياقة ، وقد اتفقا جميعا على إخراج حديث المؤاخاة وحديث الراية .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية