الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      [ ص: 485 ] ابن الفاخر

                                                                                      الشيخ الإمام الواعظ العالم المحدث المفيد الرحال الثقة أبو أحمد ، معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن عبد الواحد بن محمد بن الفاخر بن أحمد القريشي العبشمي السمري الأصبهاني المعدل .

                                                                                      مولده سنة أربع وتسعين وأربعمائة .

                                                                                      سمع أبا الفتح أحمد بن محمد الحداد ، وأبا المحاسن الروياني شيخ الشافعية ، وأبا علي أحمد بن محمد بن الفضل بن شهريار ، وأبا طاهر المحسد بن أبي الحسين ، وغانم بن محمد البرجي ، وأبا علي الحداد ، والحافظ أبا زكريا بن منده ، وعبد الصمد بن أحمد العنبري ، وعبد الواحد بن محمد الدشتج ، ومحمد بن أبي عدنان ، وعدة بأصبهان ، وهبة الله بن [ ص: 486 ] الحصين ، وأبا غالب بن البناء ، وأحمد بن رضوان ، وأبا العز بن كادش ، وقاضي المارستان ، وعدة ببغداد ، وارتحل إليها غير مرة ، وأجاز له أبو الحسين بن العلاف ، وإسماعيل بن الحسن السنجبستي صاحب أبي بكر الحيري ، ولم يزل يكتب حتى أخذ عن الحافظ أبي القاسم بن عساكر ، وسمع أولاده ، وأفاد الغرباء .

                                                                                      له سبع رحلات إلى بغداد ، وسمع بالحرمين .

                                                                                      حدث عنه : أبو سعد السمعاني ، وابن عساكر ، وابن الجوزي ، وعبد الغني ، وابن قدامة ، وابن الأخضر ، وعمر بن جابر ، وأبو حفص السهروردي ، وأبو الحسن بن المقير ، وآخرون .

                                                                                      ذكره السمعاني ، فقال : شاب كيس ، حسن العشرة والصحبة ، سخي متودد ، يراعي حقوق الأصدقاء ، ويقضي حوائجهم ، أكثر ما سمعت بأصبهان كان بإفادته ، كان يدور معي من الصباح إلى الليل على الشيوخ شكر الله سعيه ، ثم كان ينفذ إلي الأجزاء لأنسخها ، ويكتب إلي بوفاة الشيوخ ، كتب لي جزءا عن شيوخه ، وحدثني به .

                                                                                      وقال ابن الجوزي كان من الحفاظ الوعاظ ، وله معرفة حسنة بالحديث ، كان يخرج ويملي ، سمعت منه بالمدينة ، مات بالبادية ذاهبا إلى الحج في ذي القعدة في سنة أربع وستين وخمسمائة .

                                                                                      وقال ابن النجار : كان سريع الكتابة ، موصوفا بالحفظ والمعرفة والثقة والصلاح والمروءة والورع ، صنف كثيرا في الحديث والتواريخ والمعاجم ، [ ص: 487 ] وكان معظما ببلده ، ذا قبول ووجاهة .

                                                                                      قلت : آخر من روى عنه بالإجازة عيسى بن سلامة الخياط ، فسمع منه عفيف الدين الآمدي تسعة مجالس لمعمر .

                                                                                      أخبرنا عبد الحافظ بن بدران ، أخبرنا أبو محمد بن قدامة ، أخبرنا معمر بن الفاخر ، أخبرنا أبو الفتح الحداد ، أخبرنا ابن عبدكويه ، أخبرنا الطبراني ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدثنا القعنبي ، حدثنا مغيرة بن عبد الرحمن ، عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها .

                                                                                      قال ابن مشق : مات معمر في ثالث عشر ذي القعدة سنة أربع وستين وخمسمائة عاش سبعين سنة .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية