الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 7507 ) قال : ( ويسهم للكافر ، إذا غزا معنا ) [ ص: 207 ] اختلفت الرواية في الكافر يغزو مع الإمام بإذنه ، فروي عن أحمد ، أنه يسهم له كالمسلم . وبهذا قال الأوزاعي ، والزهري ، والثوري ، وإسحاق ، قال الجوزجاني : هذا مذهب أهل الثغور ، وأهل العلم بالصوائف والبعوث . وعن أحمد لا يسهم له .

                                                                                                                                            وهو مذهب مالك ، والشافعي ، وأبي حنيفة ; لأنه من غير أهل الجهاد ، فلم يسهم له ، كالعبد ، ولكن يرضخ له ، كالعبد . ولنا ما روى الزهري ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعان بناس من اليهود في حربه ، فأسهم لهم . رواه سعيد ، في " سننه " . وروي : أن صفوان بن أمية ، خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر ، وهو على شركه ، فأسهم له ، وأعطاه من سهم المؤلفة ، ولأن الكفر نقص في الدين ، فلم يمنع استحقاق السهم ، كالفسق ، وبهذا فارق العبد ; فإن نقصه في دنياه وأحكامه .

                                                                                                                                            وإن غزا بغير إذن الإمام ، فلا سهم له لأنه غير مأمون على الدين ، فهو كالمرجف ، وشر منه . وإن غزا جماعة من الكفار وحدهم فغنموا ، فيحتمل أن تكون غنيمتهم لهم ، لا خمس فيها ; لأن هذا اكتساب مباح ، لم يؤخذ على وجه الجهاد ، فكان لهم ، لا خمس فيه ، كالاحتشاش والاحتطاب . ويحتمل أن يؤخذ خمسه ، والباقي لهم ; لأنه غنيمة قوم من أهل دار الإسلام ، فأشبه غنيمة المسلمين .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية