الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 313 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ثم دخلت سنة ثمان وخمسين

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها غزا مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الواقدي : وفيها قتل يزيد بن شجرة في البحر . وقيل : بل غزا البحر وبلاد الروم جنادة بن أبي أمية . وقيل : إنما شتى بأرض الروم عمرو بن يزيد الجهني .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال أبو معشر والواقدي : وحج بالناس فيها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان . وفيها ولى معاوية الكوفة لعبد الرحمن بن عبد الله بن عثمان بن ربيعة الثقفي ، وهو ابن أم الحكم ، وأم الحكم هي أخت معاوية ، وعزل عنها الضحاك بن قيس ، فولى ابن أم الحكم على شرطته زائدة بن قدامة ، وخرجت الخوارج في أيام ابن أم الحكم ، وكان رئيسهم في هذه الوقعة حيان بن ظبيان السلمي ، فبعث إليهم جيشا فقتلوا الخوارج جميعا ، ثم إن ابن أم الحكم أساء السيرة في أهل الكوفة ، فأخرجوه من بين أظهرهم طريدا ، فرجع إلى خاله معاوية ، فذكر له ذلك ، فقال : لأولينك مصرا هو خير لك . فولاه مصر ، فلما [ ص: 314 ] سار إليها تلقاه معاوية بن حديج على مرحلتين من مصر ، فقال له : ارجع إلى خالك معاوية ، فلعمري لا تسير فينا سيرتك في إخواننا من أهل الكوفة . فرجع ابن أم الحكم إلى معاوية ، ولحقه معاوية بن حديج وافدا على معاوية ، فلما دخل عليه وجد عنده أخته أم الحكم ، وهي أم عبد الرحمن الذي طرده أهل الكوفة وأهل مصر ، فلما رآه معاوية قال : بخ بخ ، هذا معاوية بن حديج . فقالت أم الحكم : لا مرحبا به ، تسمع بالمعيدي خير من أن تراه . فقال : معاوية بن حديج على رسلك يا أم الحكم ، أما والله لقد تزوجت فما أكرمت ، وولدت فما أنجبت ، أردت أن يلي ابنك الفاسق علينا ، فيسير فينا كما سار في إخواننا من أهل الكوفة فما كان الله ليريه ذلك ، ولو فعل ذلك لضربناه ضربا يطأطئ منه ، وإن كره ذلك الجالس . فالتفت إليها معاوية فقال : كفي .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية