الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        باب اغتباط صاحب القرآن

                                                                                                                                                                                                        4737 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال حدثني سالم بن عبد الله أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا حسد إلا على اثنتين رجل آتاه الله الكتاب وقام به آناء الليل ورجل أعطاه الله مالا فهو يتصدق به آناء الليل والنهار [ ص: 691 ]

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        [ ص: 691 ] قوله : ( باب اغتباط صاحب القرآن ) تقدم في أوائل كتاب العلم " باب الاغتباط في العلم والحكمة " وذكرت هناك تفسير الغبطة ، والفرق بينها وبين الحسد ، وأن الحسد في الحديث أطلق عليها مجازا ، وذكرت كثيرا من مباحث المتن هناك . وقال الإسماعيلي هنا ترجمة الباب " اغتباط صاحب القرآن " وهذا فعل صاحب القرآن فهو الذي يغتبط وإذا كان يغتبط بفعل نفسه كان معناه أنه يسر ويرتاح بعمل نفسه ، وهذا ليس مطابقا . قلت : ويمكن الجواب بأن مراد البخاري بأن الحديث لما كان دالا على أن غير صاحب القرآن يغتبط صاحب القرآن بما أعطيه من العمل بالقرآن فاغتباط صاحب القرآن بعمل نفسه أولى إذا سمع هذه البشارة الواردة في حديث الصادق .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( لا حسد ) أي لا رخصة في الحسد إلا في خصلتين ، أو لا يحسن الحسد إن حسن ، أو أطلق الحسد مبالغة في الحث على تحصيل الخصلتين كأنه قيل لو لم يحصلا إلا بالطريق المذموم لكان ما فيهما من الفضل حاملا على الإقدام على تحصيلهما به فكيف والطريق المحمود يمكن تحصيلهما به ، وهو من جنس قوله تعالى : فاستبقوا الخيرات فإن حقيقة السبق أن يتقدم على غيره في المطلوب .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( إلا على اثنتين ) في حديث ابن مسعود الماضي وكذا في حديث أبي هريرة المذكور تلو هذا " إلا في اثنتين " تقول حسدته على كذا أي على وجود ذلك له ، وأما حسدته في كذا فمعناه حسدته في شأن كذا وكأنها سببية .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقام به آناء الليل ) كذا في النسخ التي وقفت عليها من البخاري ، وفي " مستخرج أبي نعيم " من طريق أبي بكر بن زنجويه عن أبي اليمان شيخ البخاري فيه " آناء الليل وآناء النهار " وكذا أخرجه الإسماعيلي من طريق إسحاق بن يسار عن أبي اليمان ، وكذا هو عند مسلم من وجه آخر عن الزهري ، وقد تقدم في العلم أن المراد بالقيام به العمل به تلاوة وطاعة .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية