الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                      صفحة جزء
                                                                                      الجارودي

                                                                                      الإمام الأوحد ، الحافظ ، المتقن الأمجد ، صدر خراسان أبو [ ص: 542 ] بكر ، محمد بن النضر بن سلمة بن الجارود بن يزيد الجارودي النيسابوري .

                                                                                      ذكره الحاكم ، فقال : شيخ وقته ، وعين علماء عصره حفظا وكمالا ، وقدوة ورئاسة ، وثروة .

                                                                                      سمع : إسحاق بن راهويه ، وعمرو بن زرارة ، وسويد بن سعيد ، وإسماعيل بن موسى السدي ، وابن أبي الشوارب ، وعمرو بن علي الفلاس ، وأبا كريب ، وحميد بن مسعدة ، وأحمد بن إبراهيم الدورقي ، ومحمد بن الصباح الجرجرائي وخلقا كثيرا .

                                                                                      حدث عنه : أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة ، والمؤمل بن الحسن ، وأبو حامد بن الشرقي ، وأبو الفضل محمد بن إبراهيم ، ويحيى بن منصور القاضي ، وآخرون .

                                                                                      وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سمعت منه بالري ، وهو صدوق من الحفاظ .

                                                                                      وقال الحاكم : أهل بيته حنفيون .

                                                                                      قال أبو أحمد الحاكم : كان محمد بن يحيى الذهلي يستعين بعربية أبي بكر الجارودي ويبيته عنده .

                                                                                      وقال أبو عبد الله الحاكم : كان رحلته مع مسلم ، يتبجح بذلك ، ويعتمده في جميع أسبابه ، إلى أن توفي مسلم .

                                                                                      [ ص: 543 ] وقال أبو حامد بن الشرقي : سمعت محمد بن يحيى الذهلي ، وأملى حديثا ، فرد عليه الجارودي ، فزبره محمد بن يحيى ، فلما كان المجلس الثاني ، قال الذهلي : هاهنا أبو بكر ؟ قال : نعم . قال : الصواب ما قلت فإني رجعت إلى كتابي ، فوجدته على ما قلت .

                                                                                      قال يحيى بن محمد العنبري : توفي محمد بن النضر الجارودي ، فدفن عشية الخميس ، السابع عشر من شهر ربيع الأول ، سنة إحدى وتسعين ومائتين وصلى عليه رئيسنا أبو عمر الخفاف ، وخرج أحمد بن أسد الأمير ، فصلى عليه ، وانصرف راجلا .

                                                                                      ومحمد بن النضر بن عبد الوهاب : مر آنفا .

                                                                                      ومن حديث الجارودي : أخبرنا الحسن بن علي بن الخلال ، أخبرنا جعفر بن علي ، أخبرنا أحمد بن محمد بن سلفة ، أخبرنا ابن ماك حدثنا أبو يعلى الخليلي ، حدثنا أبو عبد الله الحاكم ، حدثنا يحيى بن منصور ، حدثنا محمد بن النضر الجارودي ، أخبرنا عبد الله بن عبد الرحمن السمرقندي ، حدثنا محمد بن بكر ، عن صدقة بن أبي عمران ، عن إياد بن لقيط ، عن البراء ، قال : مر النبي -صلى الله عليه وسلم- بفلاة بميتة ، فقال : الدنيا أهون على الله من هذه على أهلها .

                                                                                      محمد بن بكر : ليس هو البرساني بل يقال له : الحصني ، [ ص: 544 ] والحديث غريب جدا ، وإنما المعروف من حديث المستورد الفهري .

                                                                                      الجارودي آخر ، هو : الحافظ ، الإمام ، صاحب التصانيف ، أبو جعفر أحمد بن علي بن محمد الجارود الأصبهاني : سيأتي .

                                                                                      التالي السابق


                                                                                      الخدمات العلمية