الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المساهمة في نفقات عرس مع كونه قد يشتمل على المعازف

السؤال

نحن نعلم أن الأعراس في أيامنا هذه تحتوي على الأغاني والموسيقى، وفي تلك الأغاني ألفاظ دينية ومقدسة ، المقصود أن أحد الفقراء طلب مساعدة مالية لتجهيز ابنته للزواج، فهل أساعده أم أتخلى عنه سدا للذريعة علما بأنه لن يحضر الموسيقى، بل ربما خطيب العروس، وإنما المساعدة المالية للثياب والتجهيز وما شابه ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فعليك أولا أن تنصح لهذا الرجل، وأن تعلمه بحرمة الأغاني بالمعازف وآلات اللهو والموسيقى المعروفة في هذا الزمان، وأن الواجب عليه أن ينكر ذلك على زوج ابنته ويمنعه منه، فإن الزواج نعمة من أعظم نعم الله على عباده لا ينبغي أن تقابل بمثل هذه المنكرات من اللهو المحرم ومزامير الشيطان وغيرها مما يغضب الله ويسخطه، وأن من فعل ذلك فهو حقيق بأن يحرم بركة الله ومعونته لهذه الأسرة الناشئة الوليدة. وحري بأن يوكل إلى نفسه والشيطان.

وقد جعل الشرع بديلا لهذا، فشرع اللهو المباح وضرب الدفوف للنساء وغير ذلك مما يدخل الفرح والبهجة على أهل العرس، ويحقق مقصود الشرع من إعلان النكاح وإظهاره وهو في ذات الوقت لا إثم فيه لأنه مما أباحه الله وشرعه. وقد بينا في الفتوى رقم: 987، أنواع الغناء وحكم كل نوع وضابطه فيمكنك مراجعة ذلك.

أما بخصوص ما طلبه من مساعدة، فإن كنت لا تعلم أنه سيستعين به على المحرمات من الأغاني ونحوها، فلا حرج عليك في بذله له بل يستحب ذلك؛ لما فيه من إعانة المسلمين وقضاء حوائجهم، وهذا مما رغب الشرع فيه وندب إليه، ووعد فاعله بالثواب العظيم في الدارين. أما ما ذكرت من أن الزوج هو الذي قد يجلب هذه المعازف ويتكفل بنفقتها، فهذا لا يضرك في شيء إن شاء الله، ولا علاقة لهذا بما دفعت من مال.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني