الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يجوز رمي المسلم بالنفاق دون بينة واضحة

السؤال

أنا فتاة أؤدي فرائضي والحمد لله، لكن أختي تنعتني بالمنافقة وهي غير ملتزمة وعائلتي ضدي، لأني لا أصافح ولا أذهب إلى الأعراس التي توجد بها معازف، وأخاف أن أكون منافقة ولا أدري، أفتوني وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يزيدك ثباتا على الحق وحرصا على الدين، وننصحك بأن تستمري فيما أنت عليه من التمسك بالشرع المطهر والحفاظ على تعاليم الدين من ترك مصافحة الرجال وترك سماع المعازف وغيرها، فإن التمسك بأحكام الشرع والعض عليها بالنواجذ هو سبيل سعادة العبد في دنياه وأخراه، ولا يضر سب أختك لك ووصفها لك بالنفاق، بل ضرر ذلك يعود عليها هي، فإنه لا يجوز لها أن تصف مسلما بذلك دون قيام بينة واضحة، فكيف والبينة قائمة على خلاف ذلك.

فاعلمي أن ما يصيبك من أختك أو غيرها من الأذى هو من البلاء الذي قدر الله أن يصيب من لزم طريق الحق وحاد عن سواه، فاصبري وصابري ولا يحملنك ما تلقينه من الأذى على ترك الحق ومقارفة الباطل، وأما خوفك من النفاق فهو أمر حسن، وهذه طريقة الصالحين المخلصين من عباد الله أنهم يخافون ذنوبهم ويسيؤون الظن بأنفسهم، لكن يجب عليك أن تقرني إلى هذا الخوف حسن الظن بالله تعالى، والرجاء لرحمته وتمام منته سبحانه حتى لا تيأسي من روح الله، ولا تقنطي من رحمة الله، فالخوف والرجاء أمران لا بد من اجتماعهما في طريق السير إلى الله تعالى، ولا يزال المؤمن خائفا راجيا حتى يلقى الله تعالى فيؤمنه مما يخاف ويؤتيه ما يرجو، وانظري للفائدة الفتوى رقم: 143897.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني