الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أحب أن أوجهكم إلى نقطة قد تغفلون عنها وهي عدم ردكم للسلام، فتبدؤون حديثكم بالإجابة على السؤال وسوالي هو: هل تكون التوبة من الفعل المراد التوبة منه أم من جميع المعاصي؟ أي هل لو تبت من سماع الغناء لكني أسب وأشتم تقبل توبتي؟ وهل لو تبت من سماع الغناء ثم عدت لسماعها ثم تبت تقبل توبتي الأولى والثانية؟ وماذا لو تكررت مني حيث إنني أحاول تجديد توبتي فهل هذا صحيح؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فشكر الله لك نصيحتك، ولكن اعلم أن رد السلام المكتوب إنما يجب نطقا عند بلوغ السلام، قال في مطالب أولي النهى: وَحَيْثُ سَلَّمَ عَلَى غَائِبٍ عَنْ الْبَلَدِ بِرِسَالَةٍ أَوْ كِتَابَةٍ وَجَبَتْ الْإِجَابَةُ عِنْدَ الْإِبْلَاغِ. انتهى.

فمن قرأ السلام فأجابه أجزأه ذلك ولم يلزمه رده كتابة.

واعلم كذلك أنه تجب التوبة على الفور من جميع الذنوب صغيرها والكبير، فإن أحدا لا يدري متى يبغته الأجل، فعليك أن تصدق في توبتك لربك تعالى، وتعزم على ترك الذنوب والإقلاع عنها، وتندم على ما بدر منك خوفا من عقاب الله تعالى ورجاء لمثوبته، وأما التوبة من ذنب دون آخر فهي صحيحة مقبولة ـ إن شاء الله ـ عند الجمهور، وانظر الفتوى رقم: 160513.

والعودة إلى الذنب لا تبطل التوبة الأولى، وإنما يؤاخذ العبد بما ارتكبه بعد التوبة، فإن عاد فتاب قبلت توبته الثانية إن كانت مستوفية لشروطها، وانظر الفتوى رقم: 142663.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني