الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية طلب العلم إذا لم يتوفر شيوخ يؤخذ عنهم مشافهة

السؤال

دائما أقرأ أنه لا بد لطالب العلم أن يكون لديه شيخ ليضبطه، وللمشافهة، ولا أدري ما أفعله هنا في وهران بالجزائر حيث إني منشغل بالعمل، وفي وقتي الفارغ أطالع الكتب بالموسوعة الشاملة؛ ولكن الآن أوسوس وأقول: لا داعي؛ لأني إن لم أكن مع شيخ سوف أضيع.
هل هناك سبيل للتزود بالعلم الكثير فقط بالكتب ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لنا ولك العلم النافع، والعمل به، وشكر الله لك حرصك على الطلب رغم المشاغل الجمة، فطلب العلم من أعظم القربات، وبالعلم ترفع الدرجات، قال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ {المجادلة:11}. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً، ويضع به آخرين. رواه مسلم.

ثم في الاعتماد على الكتب - كما ذكرت - دون الأخذ من العلماء، مزالق ومحاذير، قلما يسلم منها الطالب المبتدئ؛ فمن لم يأخذ العلم تلقيا عن شيخ، فقد استفتح على نفسه فتقا من هفوات اللحن، والتحريف، والتصحيف، قلما يرتق؛ وقد قال بعض السلف: من كان شيخه كتابه، كان خطؤه أكثر من صوابه.

ونصيحتنا لك وحالك ما ذكرت: أن تقتني في بداية الطلب التسجيلات المرئية، والمسموعة من دروس المشايخ الثقات، المشتهرين بالدين والورع، فتتلقى بواسطتها، فهي بمنزلة المشافهة، وفي عصرنا اليوم - ولله الحمد - قلما يوجد فن من الفنون إلا وفيه مسجلات نافعة عبر النت، وفي الأشرطة، والقنوات؛ وهي تكفي طالب العلم -بإذن الله- في شتى مناحي الطلب، فإذا أحسست من نفسك بصيرة في العلم، وبلغت مرحلة تميز بها الصواب من الخطأ، فلا خشية بعد ذلك من أن تكتفي بالكتب عن الشيوخ.

وراجع للفائدة الفتوى رقم: 120927 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني