الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يقع الطلاق بحديث النفس ولا بغير قصد ولا تحت تأثير الوساوس ولا مع الشك في وقوعه

السؤال

أنا طبيب قلب, وأنا في جحيم, فأجبني إجابة خاصة لي - أسالك عنها يوم الدين - ولا تحلني إلى فتوى أخرى, فأنا أريد فتوى - أسألكم عنها يوم الدين – لأستريح, فمنذ خمس سنوات تقريبًا كنت لا أعرف أن حديث النفس لا يحاسب عليه الإنسان, وفجأة - وبالرغم أني أحب زوجتي جدًّا فهي تخشى الله - جاءني حديث نفس: (اللهم إني أشهدك أنها زوجتي إلى يوم الدين), ومع تكرار العبارة في نفسي جاءني حديث نفس فجأة: (هي ليست زوجتي), وقبل أن تكتمل العبارة في نفسي أخذت أصحح العبارة في نفسي بأن أقول: (لا, هي زوجتي إلى يوم الدين) وكنت أقاوم كلمة: (ليست زوجتي) في السر والعلن بأن أقول مجاهرًا بصوت عالٍ: (اللهم إني أشهدك أنها زوجتي إلى يوم الدين), وكنت أقول ذلك في سري أيضًا, واستمرت هذه الحالة عندي - واللهِ يا سيدي - لمدة يومين متتاليين تقريبًا, وليس ساعات, وهي في هذا الوقت بالذات – واللهِ - أحب ما تكون إليّ, وخلال هذين اليومين قلت لنفسي: حديث نفس, والأحسن أن أجامعها؛ لاعتقادي وقتها أن الطلاق لا يقع مع الجماع, وحتى لا يقع حديث النفس الذي أقاومه في السر والعلن, وبعد ذلك بيومين تقريبًا لا أدري ما الذي حدث, ورجعت لحالتي الطبيعية, ونسيت هذا الموضوع كله؛ وبعد هذه الحادثة بسنتين تقريبًا تذكرت ما حدث, وكنت لا أزال أجهل أن حديث النفس بالطلاق لا يقع, وقلت: ما هذا الذي كان يحدث لي فأنا كنت أقول هذه العبارة بصوت عالٍ: (اللهم إني أشهدك أنها زوجتي إلى يوم الدين)؟! ونسيت الموضوع, واليوم فقط 23 يناير 2013 تذكرت الموضوع بعد أن عرفت أن حديث النفس لا يحاسب عليه الإنسان, وأنا لا أتذكر أنني نطقت بكلمة الطلاق في هذه الحادثة منذ خمس سنوات, ولكني أقول لنفسي اليوم: ما المانع بالمنطق, والتوقع, ودلالة الحال, والشواهد والاعتبارات أن أكون نطقت بكلمة الطلاق اعتقادًا مني وقت هذه الحادثة أن الطلاق لا يقع مع الجماع؟ ولكني أعود وأقول لنفسي: أنا أذكر جيدًا أني كنت أقول: (اللهم إني أشهدك أنها زوجتي إلى يوم الدين) ولا أتذكر عبارة غيرها, والدليل على ذلك أنني عندما تذكرت هذا الموقف بعد حدوثه بسنتين لم أشك فيه, وقلت: لقد كنت أقول في هذا الموقف منذ 5 سنوات: (اللهم إني أشهدك أنها زوجتي إلى يوم الدين) فهل أرجع الأمر إلى ما في ذاكرتي فقط - أنني لم أنطق بكلمة الطلاق على أغلب الظن -؟ وفي ذلك الوقت كانت زوجتي عندي أحب ما يمكن, وأحيانًا أقول اليوم: لماذا يكون هناك احتمال أني نطقت بكلمة الطلاق منذ 5 سنوات؟ وفي ذلك الوقت كنت أحب زوجتي جدًّا, وكنت أقاوم حديث النفس الذي كان بعبارة: (ليست زوجتي) بأن أقول جهارًا: (اللهم إني أشهدك أنها زوجتي إلى يوم الدين) وهل أرجع الأمر إلى طبائع الأمور, ومنطق الأشياء, ودلالة الحال والشواهد والاعتبارات التي توحي أنه ما المانع بالمنطق من أن أكون قد نطقت بكلمة الطلاق بسبب اعتقادي الخاطئ وقتها - منذ خمس سنوات - من أنه لن يقع الطلاق؛ لأني كنت أجامع زوجتي كل يوم, لمدة يومين تقريبًا؛ حتى ذهبت عني تلك الحالة بعد يومين, ولا أدري كيف؟ فهل أرجع الأمر إلى ذاكرتي من أنني غير متذكر أنني نطقت بالطلاق؟ أم إلى منطق الأمور وطبائع الأشياء التي توحي بعكس ذلك, وأنه ربما نطقت بالطلاق؟ خاصة أن هذه الحالة من حديث النفس استمرت عندي لمدة يومين كاملين؟ أم أن استمرار هذه الحالة عندي - والتي ذكرتها في هذه الفتوى - لمدة يومين كاملين توحي بنطقي بالطلاق, وتعتبر دليلًا على نطقي بالطلاق - ولو لم أتذكر أني نطقت بالطلاق في هذه الحادثة منذ خمس سنوات -؟ وهل وقع طلاق بما ذكرت فيما سبق؟
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل ما ذكرته لا يقع به طلاق، فالطلاق لا يقع بمجرد حديث النفس, ولا يقع إذا صدر اللفظ من غير قصد لمعنى الطلاق, ولا يقع إذا صدر تحت تأثير الوساوس, ولا يقع الطلاق مع الشك في وقوعه.

فالخلاصة أنه لم يقع بما ذكرت طلاق, والأمر مجرد وساوس؛ فعليك أن تعرض عنها, ولا تلتفت إليها, واستعن بالله, ولا تعجز, وراجع في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى أرقام: 39653، 103404، 97944 ، 3086، 51601.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني