الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من كفر عن أيمانه بالصيام لعجزه عن تحصيل مساكين

السؤال

أولا: جزى الله خيراً كل القائمين على هذا الموقع الرائع، وأسأل الله أن يجعل ما تقدمونه ذخراً في ميزان حسناتكم: أنا فتاة عمري 19 سنة قد منّ الله علي بالهداية والتوبة ـ ولله الحمد والمنّة ـ ولدي سؤال بخصوص القضاء: علي ثلاث كفارات عن أيمان مختلفة، نويت أن أصوم 9 أيام ـ يعني أصوم 3 أيام وأقطع يوما ـ وعندما كنت أصوم الكفارة الثانية تذكرت أنني لم أخصص نية الصيام لكل كفارة، وعندما تذكرت في أثناء الصيام قمت بالتخصيص، فهل صيامي صحيح؟ كما أنه سبق أن صمت كفارات يمين وذلك لمشقة العثور على 10 مساكين، فهل صارت ذمتي بريئة أمام الله عز وجل؟ والأمر يؤرقني... وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما نية اليمين المكفر عنها فلا تجب، وإنما يكفيك نية كفارة اليمين مطلقا ويقع صومك عن إحدى الكفارات التي عليك، كمن عليه صيام قضاء من رمضانين لا يشترط تعيين أحدهما بالنية، قال في إعانة الطالبين: من عليه قضاء رمضانين، أو نذر، أو كفارة من جهات مختلفة: لم يشترط التعيين لاتحاد الجنس. انتهى.

وبه تعلمين أن صيامك صحيح لا تلزمك إعادته، لكن العدول إلى الصيام في كفارة اليمين لا يكون إلا بعد العجز عن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فإن كنت عجزت عن أحد هذه الخصال فتكفيرك بالصوم هو الواجب عليك وبه تبرأ ذمتك، وأما أنك لم تجدي مساكين تعطينهم الكفارة الواجبة: فهذا لا يكاد يتصور، ولو فرض، فإن بإمكانك أن توكلي من يؤدي عنك الكفارة ويدفعها للمساكين ولو في غير بلدك، قال في منح الجليل: ومن لم يجد مساكين ببلده ينقل الطعام لبلد آخر، قاله ابن عمر. انتهى

ولو فرض أنك عجزت عن هذا كله ولم تجدي المساكين ولم تستطيعي أن توكلي من يطعم عنك، فإن الصوم يجزئك والحال هذه، لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ذكر الله تعالى في كفارة اليمين أربعة أشياء، ثلاثة منها على التخيير ـ وهي إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة ـ وواحد على الترتيب إذا لم يجد هذه الثلاثة فإنه يصوم ثلاثة أيام متتابعة، وقد حذف المفعول في قوله تعالى: فَمَنْ لَمْ ـ ليكون ذلك شاملاً لمن لم يجد ما يطعمهم به أو يكسوهم أو يحرر به رقبة ومن لم يجد المساكين الذين يطعمهم أو يكسوهم أو لم يجد رقبة. انتهى.

وبه يتبين لك حكم الأيمان التي كفرت عنها بالصيام لعجزك عن تحصيل المساكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني