الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم استماع المرأة للغناء وتصفيقها وضحكها في وجود أجنبي عنها

السؤال

كنت في زيارة مع أهلي لجدتي، وبدؤوا بالغناء بأغانٍ عادية، والخبط على شيء صلب؛ لينشروا جوًّا من السعادة، وكان الجميع يصفق، وبدأت أصفق معهم، وأضحك، وكان ابن عمي موجودًا، فهل عليّ إثم؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن تصفيق النساء بحضرة الرجال الأجانب صرح بمنعه بعض أهل العلم، كما صرح بمنع التصفيق في غير صلاة، فقد جاء في فتوى للشيخ عبد الكريم الخضير: التصفيق في غير الصلاة بالنسبة للنساء لا يجوز؛ لأنه من عمل أهل الجاهلية، ومثله الصفير؛ قال تعالى: {وَمَا كَانَ صَلاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: من الآية 35]، فالمكاء الصفير، والتصدية التصفيق.

وأما المرأة إذا نابها في صلاتها شيء، فإنها يشرع في حقها التصفيح، وهو ضرب إحدى الكفين على الأخرى، والله أعلم. اهـ.

وجاء في فتاوى الشيخ العثيمين: وأما التصفيق فلا نرى هذا؛ لأن التصفيق لَهْوٌ لا فائدة منه، فلا نرى أن يصفق الرجال، بل ولا النساء أيضًا في الأعراس، ويكفي ما جاءت به السنة من اللهو. اهـ

وجوز بعضهم التصفيق للنساء خارج الصلاة للحاجة، ومنعوا تصفيقهن في الحفلات والأفراح عند حضور الأجانب، فقد سئل الشيخ عبد العزيز الراجحي: هل يجوز التصفيق للنساء في غير الصلاة؟

فقال في الجواب: نعم، لها أن تصفق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما التصفيق للنساء) فإذا نابها شيء وأرادت أن تنبه، وخافت أن يفتتن بصوتها فلتصفق، ولا بأس بذلك؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما التصفيق للنساء)، ومن الأدلة على جواز التصفيق: أن أبا هريرة كان يحدث في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وكانت تسمعه عائشة، وهي في الحجرة، فتصفق إذا أرادت أن تنكر عليه شيئًا، ويسمع الناس تصفيقها من داخل الحجرة.

ويجوز التصفيق في صالات الأعراس للنساء، إذا كانت خاصة بهن، فالتصفيق من عادة النساء، ولا يجوز لهن التصفيق في الحفلات للرجال. اهـ

هذا وينبغي للمرأة التحفظ من الأجانب في حال الزيارات العائلية، ووجودها بمجلس فيه أحد أقاربها الأجانب، فعليها الالتزام بالضوابط الشرعية من حجاب، وحشمة، وغض للبصر، وعدم خلوة، وعدم خضوع بالقول، وعدم مماسة أو مصافحة، والأولى هو انفراد السيدات في حجرة خاصة بهن؛ لينبسطن بعيدًا عن الرجال، فقد قال الله تبارك وتعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ*وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النــور:31،30}، وقال تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا {الأحزاب:32}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني