الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تثبت ملكية الهبة المكتوبة عبر البريد الإلكتروني

السؤال

كتب لي زوجي قبل أن يطلقني رسالة إلكترونية على بريدي الإلكتروني، أنه يتنازل لي عن نصيبه في المنزل.
فهل هذا يكفي شرعا وعرفا ليكون نصيبه لي؟ وهل له أن يسترجعه الآن؟
شكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما كتبه لك زوجك يعتبر هبة، إن أقر به وأمضاه، وخلى بينك وبين ما وهبك إياه، لكن له الرجوع عن ذلك؛ لأن الهبة لا تلزم إلا بالقبض على الراجح. وأما قبل القبض والحيازة، فله الرجوع عن هبته، وهي باقية في ملكه يتصرف بها كيف شاء.

جاء في المبسوط: ثم الملك لا يثبت في الهبة بالعقد قبل القبض عندنا. اهـ.

وقال صاحب الزاد: وتلزم بالقبض بإذن واهب. ثم ذكر الشارح في الروض المربع حديث عائشة رضي الله عنها: أن أبا بكر- رضي الله عنه- نحلها جذاذ عشرين وسقا من ماله بالعالية، فلما مرض قال: يا بنية، كنت نحلتك جذاذ عشرين وسقا، ولو كنت حزتيه، أو قبضتيه كان لك، فإنما هو اليوم مال وارث، فاقتسموه على كتاب الله. رواه مالك في الموطأ. اهـ. وانظري الفتوى رقم: 100914.
وعليه، فما كتبه لك زوجك قبل الطلاق من تنازله لك عن نصيبه في المنزل، إن لم يكن خلى بينك وبينه، وأقبضك إياه، فله الرجوع عنه؛ لأن الهبة لا تلزم إلا بالقبض كما بينا. والمقصود بالقبض أو الحوز أن يلي الموهوب له التصرف في الموهوب، ويرفع الواهب يده عنه. هذا مع التنبيه على أن هبة المشاع محل خلاف بين أهل العلم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 144393.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني